صحيفة الكترونية اردنية شاملة

بشائر «اجتماعات الخريف» من واشنطن

ما كشفه وزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة يوم امس من ان مؤسسة التمويل الدولية (IFC) الذراع الاستثماري للبنك الدولي قد تعهدت بتقديم قرض استثماري يصل إلى 400 مليون دولار لتمويل مشروع الناقل الوطني للمياه (العقبة – عمان لتحلية ونقل المياه)، بداية بشائر «متوقعة» لنتائج زيارة الوفد الاردني لاجتماعات الخريف السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن والذي يحضره عادة الوزراء والمسؤولون المعنيون ومحافظو البنوك المركزية ومسؤولو الجهات المانحة في مختلف دول العالم.
أقول «بشائر متوقعة» لان الوفد الاردني المشارك والذي يضم كلا من : وزير التخطيط والتعاون الدولي ناصر الشريدة ووزير المالية د. محمد العسعس، ومحافظ البنك المركزي د.عادل شركس يحضرون تلك الاجتماعات وهم متسلحون بأوراق نجاح في مقدمتها :
1- الاعلان عن المساعدات الامريكية للاردن بقيمة 1.45 مليار دولار سنويا ولمدة سبع سنوات قادمة.
2- تصنيف ائتماني مستقر من قبل اكبر وكالات التصنيف الائتماني في العالم.
3- رؤية اقتصادية حتى العام 2033،وخارطة طريق تحديث القطاع العام،مع برنامج تنفيذي للاعوام 2022- 2025، ومشروع قانون جديد للبيئة الاستثمارية.
وقبل كل ذلك فان الطريق ممهدة امام الوفد الاردني بالاساس نتيجة جهود مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني خلال زيارته الاخيرة لواشنطن ولقائه الرئيس الامريكي، وتكرار اللقاء في قمة جدة والتي أعلن خلالها الرئيس بايدن عن المساعدات الامريكية التاريخية للاردن، علاوة على لقاءات جلالة الملك عبد الله الثاني الاخيرة مع مسؤولي البنك والصندوق الدوليين على هامش مشاركة جلالته في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الـ77 التي عقدت في نيويورك مؤخرا.
هناك ثقة دولية كبيرة برؤى جلالة الملك عبد الله الثاني الاصلاحية « السياسية والاقتصادية والادارية «.. والوفد الاردني في واشنطن يعرض كل ذلك على المعنيين من المانحين الذين يهمهم الاطلاع على تفاصيل الرؤى والخطط وبرامج اولويات عمل الحكومة الاقتصادية.. والتي يأتي في مقدمة مشاريعها الاستثمارية الكبرى مشروع الناقل الوطني والذي أضيف الى تمويله يوم امس مبلغ الـ 400 مليون دولار، حيث يضاف هذا التعهد الجديد لقيمة التعهدات من الدول والشركاء التنمويين التي تم الإعلان عنها في شهر آذار/ مارس الماضي بقيمة تتجاوز 8ر1 مليار دولار أمريكي من منح وقروض تنموية واستثمارية لدعم هذا المشروع الاستراتيجي ليصل اجمالي الدعم المتوقع حتى يوم امس نحو ( 2.230 مليار دولار أمريكي).
من المهم جدا الالتقاء في واشنطن مع اهم الجهات المانحة وفي مقدمتهم بالاضافة للصندوق والبنك الدوليين : البنك الدولي للإنشاء والتعمير، ومؤسسة التمويل الدولية، ومؤسسة بروباركو الفرنسية وبنك الاعمار الالماني، وبنك الاستثمار الاوروبي، والبنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، والبنك الاسلامي للتنمية، وصندوق أوبيك للتنمية الدولية، ووكالة ضمان الاستثمار متعدد الاطراف التابعة للبنك الدولي، ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الامريكية، الادارة العليا لوكالة ضمان الاستثمار متعدد الاطراف /ميغا التابعة للبنك الدولي، وغيرها من الجهات الدولية والعربية.
وتكمن الاهمية ايضا ان تلك المحادثات تأتي في وقت تعدّ فيه الحكومة الاردنية موازنتها العامة للعام 2023، وتستعد لاستقبال وفد صندوق النقد الدولي للمراجعة الخامسة للاقتصاد الاردني، وتستعد فيه للاعلان عن خططها لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، ولذلك فمن المهم جدا في هذا التوقيت معرفة ما يمكن الحكومة الحصول عليه من دعم لتنفيذ خططها وبرامجها و»الرؤى» قبل ان تقرّر ذلك في الموازنة او في الخطط التنفيذية وهذا يعزز مصداقية التنفيذ مع توفر التمويل اللازم لكل مشروع.
بقي ان اشير الى ان ما تحقق ويتحقق من انجازات لم يأت محض صدفة، بل هو نجاح ينسب لجلالة الملك وثقة العالم بشخصه وحكمته وحنكته، ومتابعة حثيثة من سمو ولي عهده الأمين، وتنفيذ حكومي بخطى دؤوبة ولوزراء تخطيط ومالية ومحافظ بنك مركزي صنعوا وحافظوا على «استقرار مالي ونقدي» ومساعدات في اوقات عالمية حرجة، وشهدت المنظمات العالمية بنجاعة القرارات الاردنية بتكامل وتناغم حقق انجازات ملموسة، يحق لنا ان نفخر به جميعا.الدستور

التعليقات مغلقة.