صحيفة الكترونية اردنية شاملة

«الرؤية واضحة».. فما هو المطلوب؟

هذا ما خلص اليه خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني يوم أمس خلال افتتاح جلالته أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الامة التاسع عشر..»فالرؤية واضحة «- كما قال جلالة الملك – مؤكدا أن لا خيار أمامنا سوى العمل لبناء» الأردن الجديد «.. فما هو المطلوب من كل جهة من أجل تحقيق «خارطة طريق المرحلة « وفق ما تضمنه الخطاب السامي يوم أمس؟
1 – لبناء الاردن الجديد.. ليس أمامنا سوى العمل والانجاز لبناء دولة حديثة ( أساسها ): المشاركة الوطنية – والمواطنة الفاعلة – وسيادة القانون – وتكريس كل الامكانيات للتنمية…أما (عنوانها) فهم (شباب الوطن وشاباته ).
2- الرؤية واضحة – كما رؤى التحديث الثلاث (السياسية – والاقتصادية – والادارية ).. والتي تشكّل «مشروعا وطنيا كبيرا» يتطلب (من الجميع ) تسخير الجهود والموارد لتحقيق هذا المشروع الوطني الكبير.
3- «التحديث السياسي»..يتطلب تحقيق الهدف بمشاركة شعبية أوسع، من خلال أحزاب برامجية.
4- و»التحديث الاقتصادي»..يتطلب تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتوفير فرص التشغيل والاستثمار، من أجل عودة الحيوية للقطاعات الانتاجية وتعافي الاقتصاد.
5- و» التحديث الاداري».. لا بد أن يخدم أهداف التنمية ويعمل من أجل «تمكين الشباب والمرأة»، ويسهم بايجاد قيادات جديدة يكون لها حضور فاعل في مجلس النواب وفي حكومات المستقبل.
6- «الرؤية واضحة»..والعمل يحتاج الى المؤمنين من أبناء وبنات الوطن به، من أجل التقدم والتطور، بعيدا عن المخاوف والشكوك، «فالمستقبل لا مكان فيه للمحبطين واليائسين».
7- «الرؤية واضحة».. والمطلوب تعاون في اطار الفصل المرن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، لتقييم سير العمل في مشروع «التحديث الشامل».
8- «الرؤية واضحة» (اقليميا)..و»علينا استثمار الموقع الجيوسياسي المتميز»، والمضي قدما بدور الاردن المحوري في الاقليم، واغتنام الفرص لبناء شراكات عربية واقليمية واسعة تعزز المكتسبات الوطنية.
9- «الرؤية واضحة..جدا جدا»، في الموقف الاردني الثابت والراسخ في الدفاع عن القضية الفلسطينية التي يؤكد الملك بأننا ( كنّا) و(مازلنا) و(سنبقى) على مواقفنا الداعمة لها، سياسيا واقتصاديا.. و»لن يكون التمكين الاقتصادي بديلا عن الحل السياسي».
10- « الرؤية واضحة..جدا جدا».. تجاه أصحاب الرايات العالية والجباه المرفوعة دائما، نشامى الجيش العربي والاجهزة الامنية، الذين خاطبهم جلالة الملك باسم الاردنيين جميعا بأنهم : «الأصدق قولا والأخلص عملا «، صفّا واحدا وقلبا واحدا من أجل الاردن الأعز والأقوى «.
* باختصار : فان خطاب جلالة الملك يوم أمس، الذي امتزجت فيه تعبيرات الخطاب بلغة الجسد ونبرة الصوت، زادته قوة على قوة ووضوحا على وضوح، وهو خطاب يحدّد أولويات « الحاضر «محليا واقليميا، و» المستقبل « للاردن الجديد «- الذي سبق وأشار اليه جلالته في رسالته بمناسبة عيد ميلاده الستين – وعن قيادات المستقبل من شباب الوطن وشاباته، ويشير الخطاب أيضا الى تحديات وخطوب يتعرضاليها الوطن على حدوده مؤكدا أنها تتكسر أمام حوائط الصد الشامخة والباسلة من «حماة الحمى والمسيرة «، ويضع الخطاب الجميع ( حكومة ونوّابا وأعيانا ومواطنين) كلّ أمام مسؤولياته تجاه هذا الوطن الذي تقدّم وتطور بجهود «المؤمنين به من أبنائه وبناته «.
خطاب الملك يوم أمس، خطاب مرحلة يمتلك الاردن فيها «رؤية واضحة» تجاه قضاياه المحلية والاقليمية، والمطلوب: العمل كي «تستمر المسيرة»..والايمان بقدرات هذا الوطن وحنكة وحكمة قيادته، وشكيمة جيشه وأمنه، وعزيمة أبنائه وبناته، لتحويل «رؤى التحديث» الى واقع ملموس ينعكس على «معيشة المواطنين»..وهذا واجب الحكومات (الملزمة) بانجاز «رؤية التحديث الاقتصادي «، وواجب مجلس الامة أن يجعل من ذلك (معيارا لقياس أداء الحكومة والتزامها أمامه).

التعليقات مغلقة.