صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أبدعت قطر وفًخِر العرب وانكشفَ المتحضرون

انها حقا لمفاجئه أن يتصرف الأوروبين بهذه الطريقة والذين يتغنون بالديموقراطية التي توجب احترام آراء وعادات الآخرين بغض النظرعن اختلافها، وأخيرا وليس آخرا كعرب نقول وبكل فخر "شكرا قطر" فقد أبهرتم العالم وأعدتم العرب إلى خارطة التأثير وتعاليتم عن آراء الصغار "بيض الله وجوهكم".

تُقام بطولة كأس العالم لكرة القدم مرة واحدة كل أربع سنوات منذ عام 1930 ما عدا عامي 1942 و1946 نتيجة للحرب العالمية الثانية، وأقيمت البطولة منذ ذلك الحين في دول القارتين الأميركية والأوروبية ما عدا أربع مرات في دول آسيا وأفريقيا في كل من اليابان وجنوب أفريقيا وكوريا وأخيرا دولة قطر، وحاولت دول مثل ماليزيا وتركيا احتضان البطولة علماً بأن الأخيره تحاول ذلك منذ عشر سنوات وحسنت من بينتها التحتية لكنها لم تحضى بها لغاية الآن.
قطر الشقيقة دولة حديثة بإمكانيات وقدرات إدارية متميزة مثلت باستضافتها كأس العالم لكرة القدم العالم العربي والإسلامي والذي يبلغ تعداده 1.7 مليار نسمة ويشكل أكثر من ربع سكان العالم واستثمرت ما يقارب 200 مليار دولار بتجهيز سبعة ملاعب ضخمة وبنية تحيتة كبيرة وحديثة من فنادق ووسائط نقل وغيرها الكثير وذلك بإشراف دقيق من قيادة الدولة، وامتزجت البطولة بالنكهة العربية والخليجية والقطرية بالتحديد متمثلة بالنمط المعماري العربي الحديث والزخارف والرسومات في المنشآت الرياضية التي استضافت بها عشاق كرة القدم من العالم بأسره، وكما هو ليس بغريب عن دولة قطر فقد كان تمسكها بأصول الضيافة العربية لضيوف المونديال محط إعجاب وتقدير الكثيرين حول العالم من لاعبين ومسوؤلين ومتابعين، وكان لمتابعة قيادة قطر مجريات البطولة بحضور سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بالتواجد المكثف في المباريات المقامة داعماً للتنافسية واللعب المثير بين الخصوم الكروية، بل وعززت دولة قطر مجموعة من الثوابت الثقافية والفكرية أمام ضيوفها حيث قال سمو الأمير “بأنه على الجميع احترام ثقافة الشعب القطري ولن نمنع أحد من القدوم الى قطر والاستمتاع بكره القدم”.
وقد تعرضت دولة قطر لهجمة وجدل واسع من العديد من الدول الأوروبية بشأن موقفها من عدم الاعتراف بالمثلية ومنع المشروبات الكحولية في مناطق المشجعين. وجاء الاعتراض على لسان عدد من الشخصيات المعروفة أمثال اللاعب الالماني توني كروس والمدرب الهولندي لويس فان خال والمدرب الإنجليزي غاريث ساوثغيت، وقبل بدء إحدى مبارايات المنتخب الألماني في البطولة وضع لاعبو المنتخب أيديهم على أفواههم في إشارة مباشرة منهم على الاعتراض على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعدم السماح لمنتخبات أوروبية بارتداء شارات “حب واحد” للتعبير عن دعمهم للمثليين حيث شُوهدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر وهي ترتدي شارة “حب واحد”، كما قامت قناة ال بي بي سي بمقاطعه أجزاء كبيرة من مباريات المونديال وخصوصا الأجزاء التي تُلِي فيها القرآن.
ومما يزيد وضوح مشهد نقمة بعض الأوربيين إزاء نجاح مونديال قطر هو إعادة طرح قضية العمالة الوافدة في قطر إلى الواجهة قيام بعض مؤسسات مدنية أوروبية بتوجيه تهم إلى قطر بادعائهم فقدان حوالي 6 الاف عامل أثناء العشر سنوات عمل في بناء الملاعب والبنية التحتية في قطر، علماً بأن هذه الاتهامات قد طرحت في وقت سابق من عام 2016 وردت الحكومة القطرية بوقتها على هذه الاتهامات بعدة إصلاحات شاملة لدعم حقوق العمال الوافدين صادق عليها مجلس الوزراء القطري منها وضع حد لنظام الكفالة وإقرار قانون اعتماد الحد الأدنى للأجور دون تمييز.
ولم يسلم اللاعبون العرب من التنمر حيث قال معلق إنجليزي أثناء مباراة المغرب واسبانيا أن أحد لاعبي المغرب يعمل والده عامل نظافة في شوارع اسبانيا وكذلك والدتة، والذي كان اكثر اشمئزازا من ذلك ما تداوله عدة مذيعين من قناة ماقنتا الألمانية (Magenta) حول ارتداء ميسي البشت القطري حيث قالت إحدى المذيعات في خضم نقاشهم اني شعرت بالغثيان عندما رأيت ميسي يرتدي البشت وقالت تخيل انه لو أقيم كأس العالم في دولة اوروبية وارتدى رئيس الفريق بنطلون من الجلد وقال المذيع الآخر لقد غطى البشت قميص ميسي وقد تكون نهاية المسيرة الرياضية له رغم صغر سنه.
غريب أمر هؤلاء،، أولاً قطر لا تملك العمالة الكافية للجهد الكبير في بناء البنية التحتية ولذلك تم التعاقد مع شركات عالمية للقيام بهذا الواجب مثل فوستروشركاه، ورامبول، وايكوم، وفينول رابايرن، ولارسون وتومبروس وغيرهم وهي المسوؤلة عن سلامة وأجور العمالة، ثانياً ألم يعلم أولئك الناقدون الناعقون بأن هنالك مثل أوروبي قديم منذ أيام انقسام الكنيسة الرومانية في القرن الرابع الميلادي يقول “عندما تكون في روما افعل ما يفعله الرومان” والذي يحض على احترام ثقافة وقيم وعادات البلد الذي تزوه أو الدولة المضيفة. وعلى أية حال فإن هناك ثمة ارتياح كبير عندما يأتي رد الحكماء منهم على أبناء جلدتهم الناقمين على نجاح قطر كدولة عربية مسلمة بتنظيم المونديال. حيث قال جياني انفانتوني رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إن لقطر الحق في اتخاذ الاجراءات المناسبة بشأن الكحول في الملاعب، أما رئيسة الجمعية الألمانية للرياضة فقالت عندما تكون في قطر فأنت تلعب كره القدم وليس لترويج الأفكار والثقافات، وما لا يفهمه الأوروبيين أنه من عادات العرب إهداء الضيف شيء من الثقافة واللباس تكريماً له.
انها حقا لمفاجئه أن يتصرف الأوروبين بهذه الطريقة والذين يتغنون بالديموقراطية التي توجب احترام آراء وعادات الآخرين بغض النظرعن اختلافها، وأخيرا وليس آخرا كعرب نقول وبكل فخر “شكرا قطر” فقد أبهرتم العالم وأعدتم العرب إلى خارطة التأثير وتعاليتم عن آراء الصغار “بيض الله وجوهكم”.

التعليقات مغلقة.