صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أهمية «القمة الثالثة» بين الملك وبايدن

هي القمة الثالثة بين الزعيمين ( في واشنطن) في غضون عامين فقط منذ تولى الرئيس جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الامريكية ليكون جلالة الملك عبدالله الثاني أول زعيم عربي يلتقيه الرئيس بايدن بتاريخ 19/7/2021 وبحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ثم قمة ثانية بتاريخ ،13/5/2022 والثالثة الخميس 2/2/2023. (هناك لقاء رابع ولكن في قمة جدة بتاريخ 16/7/2022).

كل قمة كانت تحمل عناوين هامة للغاية، فهي قمة تجمع جلالة الملك عبد الله الثاني بثقله السياسي الموثوق لدى الادارة الامريكية ليس في الشأن الاردني فحسب بل وبالقضية الاكثر حساسية في الاقليم وهي القضية الفلسطينية ، وبملفات الشرق الاوسط انطلاقا من الذي يمثله الاردن كـ(محوراستقرار في منطقة الشرق الاوسط )، والرئيس الامريكي بما يمثله سيد البيت الابيض من صاحب القرار لأقوى دولة في العالم عسكريا واقتصاديا..لهذا فكل قمة لها أهميتها وخصوصيتها، ولكن من المهم استعراض ما تميزت به الزيارة الاخيرة من محاور تستوجب التوقف عند جانب منها:

1 -«القمة الثالثة» تأتي بعد عامين تماما من تولي الرئيس الامريكي رئاسة الولايات المتحدة ( يناير 2021 ) وبالتالي هي في منتصف رئاسة الرئيس بايدن الذي ينتظرالعالم خطابه بعد يومين ( 7 شباط الحالي في الكابيتول) حيث يعدّ خطاب «حال الاتحاد» الاهم الذي يلقيه الرئيس الامريكي بجلسة مشتركة امام الكونغرس بشيوخه ونوابه يعرض فيه حال الامة ويضع تصوره لاولويات المرحلة المقبلة.

2 – كما يأتي اللقاء في وقت يترقب في الامريكان كما العالم اعلان الرئيس جو بايدن ترشحه لدورة رئاسية ثانية ، بعد ان بدأ السباق مثيرا نحو الرئاسة بين الجمهوريين والديمقراطيين باعلان الغريم دونالد ترامب ترشحه لانتخابات 2024.

3 -جلالة الملك كان اول زعيم يلتقيه رئيس مجلس النواب الامريكي الجديد كيفين مكارثي منذ استلامه منصبه يناير الماضي، الامر الذي يؤكد دائما تميز العلاقات الاردنية مع كافة القيادات الامريكية ومراكز صنع القرار من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

4 -بدا ذلك واضحا وجليا من تصريحات اعضاء اللجان الفرعية في مجلسي النواب والشيوخ ممن التقاهم جلالة الملك ومن الحزبين الذين اشادوا بدور وحكمة وحنكة جلالة الملك عبدالله الثاني ودور الاردن المحوري كركيزة امن وامان واستقرار للشرق الاوسط.

5 -خطاب جلالة الملك في حفل ( إفطار الدعاء الوطني) الـ71 في امريكا والذي يقام للمرة الاولى هذا العام تحت قيادة الكونغرس، ويشارك به قادة الفكر والسياسة والدين ومن مختلف دول العالم، له دلالة مهمة جدا على مكانة جلالة الملك عبد الله الثاني ومكانة الاردن، وقد كان لخطاب جلالة الملك صدى ووقعا مؤثرا وهاما في هذا الحفل الذي شارك به بكلمتين منفصلتين ايضا الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الاوكراني.

6 -زيارة الملك تأتي في وقت تتسارع فيه الاحداث في الشرق الاوسط وتحديدا في القضية الفلسطينية، ولذلك فقد كانت ابرز العناوين السياسية في هذه الزيارة في جميع لقاءات جلالة الملك تتلخص في (التأكيد على: الوصاية الهاشمية -وعدم المس بالوضع القائم في الحرم الشريف- والامتناع عن اية اجراءات أحادية لا تساعد على تحقيق رؤية الدولتين).

7 -أبرز العناوين الاقتصادية كانت (الاشادة برؤى الاصلاح الثلاث السياسية والاقتصادية والادارية -تحديدا خلال لقاء الملك بوزير الخارجية انتوني بلينكن- والتاكيد على اهمية المشاريع الاقليمية المتعلقة بالبنى التحتية والامن الغذائي ومشاريع المياه -خلال اللقاء مع نائبة الرئيس كمالا هاريس-).

8 – جلالة الملك -وكعادته – في مثل هذه اللقاءات الهامة تحدث باسم العرب وباسم المنطقة ، فكان الملف العراقي حاضرا خلال اتصال ثلاثي مشترك جمع جلالته والرئيس الامريكي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وتم التاكيد فيه على دعم العراق سياسيا وامنيا واقتصاديا وعلى دعم المشاريع الاقليمية المشتركة.

9 -الملف اللبناني وضرورة انقاذ لبنان سياسيا واقتصاديا لم يغب عن طاولة المباحثات ،وكذلك الملف السوري وقضايا الشرق الاوسط عموما ..وحتى الحرب في اوكرانيا وتبعاتها.. ملفات كانت حاضرة في لقاءات جلالة الملك عبد الله الثاني بالرئيس الامريكي والمسؤولين في مراكز صنع القرار.

10 -أخيرا وليس آخرا فقد كان حضور وتواجد سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الى جانب جلالة الملك في جميع اللقاءات مهما ولافتا، ولقاء سموه مع قادة أعمال ورياديين أردنيين في الولايات المتحدة ، كما كان لكلمة جلالة الملكة رانيا العبد الله خلال حفل « افطار الدعاء الوطني» وتفاصيل ما تحدثت به عن تبني قيم الصلاة صدى بالغ الاهمية داخل القاعة وخارجها.

ختاما: «القمة الاردنية الامريكية » واللقاءات المكثفة التي يعقدها جلالته دائما ما تشكل مخرجاتها خارطة عمل قادمة للمنطقة بأسرها.

التعليقات مغلقة.