صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الأردن واليابان.. شــراكـــة استراتيجية

ترتبط المملكة الأردنية الهاشمية واليابان بعلاقات دبلوماسية مميزة منذ العام 1954، وافتُتحت السفارة الأردنية في طوكيو وكذلك السفارة اليابانية في عمّان في عام 1974.
الاردن واليابان تربطهما علاقات استراتيجية متينة ووثيقة منذ عهد المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وتواصلت العلاقات المتميزة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والثقافية..وغير ذلك.
في المقابل فان اليابان تعتبر ثالث أكبر اقتصاد في العالم من حيث اجمالي الناتج المحلي(4.9 تريليون دولار) كما ان اليابان تعتبر أول منتج للحديد والصلب في العالم وثالث قوة في تكرير البترول، وأول منتج للسيارات وتساهم بـ(40 %) من الإنتاج العالمي للسفن، كما أن اليابان ثالث قوة تجارية في العالم.
بين الاردن واليابان العديد من الاتفاقيات منها : اتفاقية لتشجيع الاستثمار في البلدين وحمايته عام 2018، واتفاقية قرض سياسة التنمية (قرض دعم الموازنة العامة) المقدم من الحكومة اليابانية للأردن بقيمة 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون والتبادلات الدفاعية عام 2018.. وغيرها من الاتفاقيات التي تعزز التعاون المشترك والدائم بين الاردن واليابان.
التعاون بين البلدين على الصعيد السياسي رفيع المستوى ومتقارب ومتفاهم في القضايا الرئيسة والمركزية بالنسبة للاردن وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فالموقف الياباني واضح وصريح ويدعو الى السلام الشامل والعادل ويؤكد اهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات، كما ان اليابان داعم رئيس ومستمر للاجئين من خلال المنظمات الدولية وفي مقدمتها «الاونروا »، اضافة لدعم اللجوء السوري تحديدا في الاردن.
اليابان داعم رئيس للاردن اقتصاديا وتنمويا خصوصا في قطاعات المياه والطاقة، ومن خلال وكالة اليابان للتعاون الدولي «جايكا » حصل الاردن على دعم ياباني يقدّر بنحو (1.8 مليار دولار) بين الاعوام ( 2009 – 2022).
كل هذه المعلومات من أجل التأكيد على أهمية الزيارة الرسمية التي يقوم بها حاليا الى اليابان جلالة الملك عبدالله الثاني، ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله، حيث يلتقي جلالته خلال الزيارة، التي يرافقه فيها سمو الأميرالحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، جلالة إمبراطور اليابان ناروهيتو وجلالة إمبراطورة اليابان ماساكو، اضافة لمباحثات مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، تتناول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وكيفية توطيدها في شتى المجالات، بخاصة الاقتصادية، فضلا عن المستجدات الإقليمية والدولية، كما ويلتقي جلالته في طوكيو رئيس مجلس النواب هوسودا هيرويوكي ورئيس مجلس الشيوخ هيديهيسا أوتسوجي، وعددا من المسؤولين.
زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى اليابان مهمة للغاية، وفي هذا التوقيت الذي يمر به العالم بمتغيرات متسارعة تستوجب مزيدا من التنسيق السياسي والامني والاقتصادي على وجه الخصوص بعد أن أطلق الاردن «رؤية الاصلاح الاقتصادي «2033 » والتي يسعى الاردن من خلالها لرفع معدلات النمو وخلق مليون وظيفة خلال السنوات العشر المقبلة من خلال جذب مزيد الاستثمارات، ومن المهم جدا العمل على جذب استثمارات يابانية خصوصا بمشاريع الطاقة والمياه وغيرها من المشاريع الكبرى.
حتى الآن لا زال حجم التبادل التجاري بين االبلدين دون الطموح ولا يتناسب مع قوة ومتانة العلاقات الاردنية اليابانية، فقد بلغت قيمة الصادرات الوطنية إلى اليابان خلال العام الماضي نحو 62 مليون دينار، مقارنة مع نحو 23 مليوناً في العام 2021، في حين انخفضت قيمة مستوردات المملكة من اليابان في العام الماضي لتصل إلى ما يقارب 247 مليون دينار، مقارنة مع حوالي 256 مليوناً في العام 2021، كما انخفض عجز الميزان التجاري للمملكة مع اليابان خلال العام الماضي إلى نحو 185 مليون دينار، مقارنة مع نحو 233 مليون دينار في العام 2021.
باختصار.. فإن العلاقة بين الأردن واليابان علاقة شراكة استراتيجية تاريخية ومستمرة، وما زيارة جلالة الملك الحالية لليابان الا ترسيخ وتأكيد على هذه العلاقة وتدعيم وترجمة حقيقية لها وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها.

التعليقات مغلقة.