صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أسبوع «السيولة» !

جميع المؤشرات تقول بأن هذا الاسبوع الاخير من الشهر الفضيل سيكون «أسبوع السيولة النقدية» لدى الغالبية العظمى من الناس، الأمر الذي يعوّل عليه كثيرا بتحريك الاسواق وتنشيطها بصورة أو بأخرى، بعد أن أثبتت أرقام ومؤشرات مبيعات النصف الاول من شهر رمضان المبارك هذا العام تراجع الطلب مقارنة مع النصف الاول من رمضان الماضي.

السيولة المتوقعة – والمقدّرة بعشرات الملايين من الدنانير- مصدرها ما يلي:

– رواتب موظفي القطاع الحكومي من مدنيين وعسكريين ومتقاعدي الضمان الاجتماعي المتوقع صرفها منتصف هذا الاسبوع، وغالب الظن أنها ستصرف يوم الثلاثاء 18 نيسان الحالي.

– رواتب موظفي كثير من الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص، ممن سيحذون حذو القطاع الحكومي بصرف راتب الموظفين قبل ايام من عطلة عيد الفطر السعيد.

– اعلان كثير من الشركات المساهمة الكبرى، وفي مقدمتها شركات التعدين والبنوك تحديدا عن بدء توزيع الارباح على المساهمين( قبل العيد ) وبالنسبة التي أقرّتها هيئاتها العامة ..مع الاشارة هنا الى أن أرباح الشركات المدرجة في بورصة عمان للعام 2022 بلغت نحو( 2.4 مليار دينار / بعد الضريبة)..

– شهر رمضان المبارك شهر الخير والزكاوات والصدقات، وقد جرت العادة أن يخرج معظم المسلمين زكاة أموالهم خلال الشهر الفضيل، وتحديدا في العشرالاواخر، وتحديدا زكاة الفطر ( مجموع الزكاوات والصدقات لو تم تجميعها فانها تقدّر أيضا بعشرات الملايين ).

– بعض الصناديق والمؤسسات الاقراضية قامت بتأجيل الاقساط للمدينين عن شهر نيسان الحالي، الأمر الذي سيساهم بتوفير»سيولة « في أيدي تلك الفئة من المقترضين بهذا الشهر.

من هنا فان الاسبوع الحالي سيشهد وفرا كبيرا في السيولة النقدية لدى كثير من الناس.. ليبقى السؤال: أين ؟.. وكيف؟..ومتى سيتم صرف هذه السيولة ؟..حيث من المتوقع ان تتوزع على القطاعات التالية :

– مبالغ كبيرة سيتم صرفها على قطاعات : الملابس والاحذية والحلويات والمكسرات والقهوة..وغيرها.. وجميعها تندرج تحت بند ( سلع العيد ) وهذا مهم لتحريك العجلة الاقتصادية لتلك القطاعات.

– مبالغ أخرى سيتم الاحتفاظ بها للاسبوع المقبل لصرفها ( عيديات ) على الأهل والأرحام.

– مبالغ سيتم ادخارها من أجل السفر خلال العيد او عطلة الصيف واخرى للسياحة الداخلية خلال عطلة عيد الفطر السعيد – وارتفاع نسبة حجوزات العقبة والبحرالميت تؤكد ذلك – ..هذا عدا حجوزات السفر خارج البلاد.

– بالنسبة لأرباح الشركات المساهمة يتوقع أن يفضّل مساهمون التوجه نحو شراء مزيد من الاسهم، والاستثمار في بورصة عمان.

باختصار: هناك سيولة نقدية سوف تتوفر في أيدي الناس خلال هذا الاسبوع وهي مبالغ لا يستهان بها، ولو حسن صرفها لأعادت النشاط والحيوية لكثير من القطاعات والأسواق، قطاعات سوف تستفيد خلال هذا الاسبوع الذي يسبق عيد الفطر السعيد، وقطاعات جرت العادة أن تستفيد في الأسبوع الذي يلي عطلة العيد ( بعد استلام العيديات ) وخصوصا أسواق الذهب والمجوهرات، والمطاعم.. وغيرها.

المواسم والمناسبات وطنية كانت أم دينية، فهي تمثّل أيضا فرصا اقتصادية..وخير دليل على ذلك ( موسم الحج ) وأيضا ( شهر رمضان المبارك )..وهي – المواسم الدينية – تجسّد أسمى معاني الخير وصور التكافل الاجتماعي والتراحم بين الناس، وادخال البهجة والفرحة على الأهل والأرحام.. ويساعد على تحقيق كل هذه المعاني « توفر السيولة النقدية « بين الناس.

التعليقات مغلقة.