صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مثلث ( الوقت – السرعة – والجدية )

هو بلاشك مثلث ( النجاح) لتنفيذ برنامج تحديث القطاع العام الذي أشار اليه وأكد على أهميته سمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد يوم أمس، خلال الاجتماع الذي عقد بقصر الحسينية، حيث اطلع جلالة الملك عبدالله الثاني على مستجدات تنفيذ خريطة تحديث القطاع العام.
«مثلث النجاح» ليس فقط لخريطة تحديث القطاع العام، بل ومنظومة التحديث بشكل عام، وهي بالاضافة لـ»التحديث الإداري»، التحديث السياسي والاقتصادي، ذلك أنه لا بد وأن يشعر المواطن بنتائج ملموسة على أرض الواقع مع تطبيق خريطة تحديث القطاع العام – كما أكد على ذلك يوم أمس جلالة الملك عبدالله الثاني – لأن المواطن لا يريد أن يسمع فقط عن «رؤى التحديث « دون أن يرى جدّية في التنفيذ لتحويل الرؤى والخطط والاستراتيجيات والبرامج الى واقع ملموس.. ولا شك ان التحديث الاداري ( تحديث القطاع العام ) هو الاكثر والاقرب تماسا بالمواطن، من خلال تحسين الخدمات المقدمة اليه في كافة مرافق الدولة.
عوامل الوقت والسرعة والجدية ضرورية جدا في رؤى الاصلاح والتحديث الثلاث لاننا بلا شك لا نملك ترف الوقت، واذا اردنا استعادة الثقة بين المواطن والحكومات لا بد من الاخذ بعين الاعتبار هذه العوامل الثلاث لتخفيض فجوة الثقة وتقريب المسافات.. ومن هنا تأتي أهمية المتابعة من لدن جلالة الملك وسمو ولي عهده الامين، لبرامج التحديث في الرؤى الثلاث، فلا يكاد يمضي أسبوع الا وهناك لقاء ومتابعة للاطلاع مباشرة على ما يتم تنفيذه وخصوصا في رؤية التحديث الاقتصادي وكذلك الاداري من اجل ان تنعكس مخرجاتهما مباشرة على معيشة المواطن، وهو الهدف الذي لطالما وجّه جلالة الملك الحكومة لاستهدافه في جميع برامجها التنفيذية.
الحكومة حدّدت ( 51) أولوية في برنامج تحديث القطاع العام لسنة 2023 – كما قال رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة أمس، وهي – الأولويات – تسير وفق برنامج زمني مخطط له، ..كما ان هناك « استراتيجية للموارد البشرية 2023 – 2027» سيتم اقرارها قريبا من قبل الحكومة – كما أشار نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لتحديث القطاع العام ناصر الشريدة خلال اجتماع الأمس -..لكن يبقى السؤال من كل هذه الرؤى والاستراتيجيات والبرامج : ما هي النتائج الايجابية الملموسة لدى المواطن ؟..هذا ما على الحكومة ان تجيب عليه، وهذا ما يوجه اليه دائما وأبدا جلالة الملك ويتابعه سمو ولي العهد..وهذا ما نتوقع ان تعلنه الحكومة قريبا من تحديث وتطوير ومبادرات تؤدي – على سبيل المثال – الى تحسين و/ أو تسريع الخدمات وانهاء المعاملات في وزارات أو مؤسسات حكومية باجراءات سريعة تقلّل من البيروقراطية.
لدينا أفضل ما يمكن من الرؤى والبرامج بل والتشريعات والقوانين، لكنها في معظمها – ان لم تكن جميعها – غالبا ما تصطدم بجدران سميكة من البيروقراطية الادارية المتجذرة تعيق التنفيذ وتعطل سرعة الانجاز.. وعدم الاسراع والانتباه لعامل الوقت يعطي انطباعا بعدم الجدية، ولن تزيل ذلك الانطباع غيرالنتائج الملموسة على ارض الواقع.
باختصار : أقصر طريق للوصول الى رضا المواطنين واستعادة الثقة..هي تحسين الخدمات وسرعة الانجاز..ولن نبدأ من الصفر، فلدينا قصص نجاح في إدارات: الأحوال المدنية، ترخيص المركبات والسواقين والضمان الاجتماعي..المطلوب فقط أن نركّز على : تدريب الموظفين – ونشر الثقافة المؤسسية.. وقبل هذا وذاك أن نحسن اختيار القيادات المؤهلة و القادرة على تحقيق مثلث النجاح ( الوقت – السرعة – والجدية ).

التعليقات مغلقة.