صحيفة الكترونية اردنية شاملة

«تواصل».. ولي العهد

حديث ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في «منتدى تواصل 2023» الذي أطلقته مؤسسة ولي العهد أمس الأول السبت، لخّص محتوى نحو» 20 « جلسة تطرّقت للعديد من القضايا والمحاور السياسية والاقتصادية والادارية والتعليمية والسياحية والتكنولوجية وغيرها من محاور» المنتدى»، ..ولا بد من التوقف عند اشارات مهمة ذكرها سمو ولي العهد خلال حديثه وهي:
1-( أكبر مشاكلنا )..هي « تجهيز الخريجين لوظائف لم تعد متاحة «..و» علينا التفكير في تخصصات ومهن عليها الطلب».
2- حقّ الشباب في ( التمكين ) هو واجب القطاعات كلّها وعلى رأسها « القطاع العام «.
3- الاردني تميّز في ( المجال التقني)..و» آن الأوان لأن نعكس» قيمنا المتأصّلة بشكل أفضل على مناهجنا الأكاديمية والتقنية والمهنية، ونوظفها في حياتنا العلمية والعملية «.
سمو ولي العهد في حديثه للشباب لامس الهمّ الأكبر لهم، وهو البحث عن فرص العمل التي باتت شحيحة، والواقع الذي فصّلته باقي جلسات المنتدى أثبت ذلك حين يقول وزيرالعمل أن هناك نحو (450 ألف) عاطل عن العمل في الأردن نصفهم لا يحملون شهادة الثانوية العامة (ممّا يعني أن النصف الثاني القريب من ربع المليون من حملة الشهادات الجامعية)، اضافة الى أن الجامعات تخرّج سنويا نحو(70 الف) خريج – بحسب رئيس جامعة الحسين التقنية – قد يسعف الحال ( 30 الف) منهم بايجاد وظيفة في حين سيقف نحو ( 40 الفا ) في طوابير الباحثين عن فرصة عمل.
رؤى التحديث الثلاث (السياسية – والاقتصادية – والادارية) ركّزت على الشباب – وهذه بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني- كما قال سمو ولي العهد – والذين خاطبهم سموه بضرورة أن يكونوا «جريئين لمستقبلهم، واليوم انتظار الفرصة يعني اضاعتها» – كما خاطبهم سموه.
اليوم أيضا..الحماس الشبابي للتحديث السياسي والحزبي مربوط بـ( الاوضاع الاقتصادية وفرص العمل المقدمة للشباب )- كما قال رئيس الوزراء الاسبق العين سمير الرفاعي رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.
من هنا فخلاصة الواقع أن الشباب ( دون سن الثلاثين) والذين يشكلون نحو( 70 % ) من المجتمع الاردني باحثون عن فرص للعمل، الذي يعدّ ركيزة أساسية في»رؤية التحديث الاقتصادي « الهادفة لتوفير نحو مليون فرصة عمل حتى العام 2033، كما أن «تمكين المرأة والشباب» في المواقع الادارية القيادية ركيزة وهدف رئيس من أهداف «خارطة طريق تحديث القطاع العام «، ولكن من أجل تحقيق ذلك، لا بد من العودة الى حديث سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أمس الاول السبت في»منتدى تواصل 2023 «، والذي أشار بوضوح الى ضرورة (احداث تغيير جذري بمنهجية العمل)، ولا بد من مواكبة التطور في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل الحالي والمستقبلي، وهنا يأتي دور القطاع التعليمي وتحديدا التعليم العالي والجامعات باستحداث تخصصات تواكب التطور وربطها باحتياجات السوق والقطاع الخاص تحديدا – الذي يعوّل عليه بتوفير نحو( 85% )من فرص العمل المطلوبة -..اضافة الى التوجه الجاد والسريع نحو تطويرالتعليم المهني والتقني – الذي أشار اليه وزيرالتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي.
سمو ولي العهد الذي أعرب عن أمنياته بأن تكون الحوارات خلال المنتدى مجدية وبدون قيود، تحدث بكل صراحة – كعادته – وباسم الشباب جميعا بأنّ هناك خططا جيّدة وضعت لتخدم المصلحة العامة « لكن لم نر نتائجها «، وعزا سموه أسباب الاخفاق الى عوامل عديدة منها:
( الترهل الاداري – والتشكيك – وخوف بعض المسؤولين على شعبيتهم ).
الحلول أمام الشباب اليوم تتيحها وتوفرها رؤى الاصلاح الثلاث 🙁 السياسية – الاقتصادية – والادارية )، ولكن لا بد من تنفيذ هذه الرؤى بـ(سرعة – وكفاءة )- كما أشار سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني حتى تنعكس آثارها على «تمكين الشباب «.

التعليقات مغلقة.