صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الذكرى الثامنة عشرة لرحيل ذوقان الهنداوي تصادف اليوم

 

تصادف اليوم الأحد الذكرى السنوية الثامنة عشرة لرحيل المغفور له باذن الله فقيد الوطن والأمة ذوقان الهنداوي.

ولد الأستاذ ذوقان الهنداوي عام 1927 في منزل والده الشيخ سالم باشا الهنداوي الكائن في مضافة آل الهنداوي في قرية النعيمة في محافظة إربد في المملكة الأردنية الهاشمية – إمارة شرق الأردن آنذاك.

أنهى الهنداوي صفوفه الابتدائية الأولى في النعيمة ثم انتقل إلى مدينة اربد لينهي مرحلة الدراسة الإعدادية فيها. ابتعث إلى الكلية العربية في القدس لتفوقه العلمي في عام 1943 ثم إلى لندن عام 1945 وفي العام 1947 حصل على شهادة الثانوية العامة الفلسطينية… حيثُ ابتعث إلى جامعة الملك فؤاد في القاهرة لتميزه الأكاديمي ليعود منها حاملاً شهادة البكالوريوس في التاريخ عام 1950 ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة ميريلاند الأمريكية في التعليم المتطور عام 1956.

خدم ذوقان الهنداوي بإخلاص وصمت وأمانة مليكه ووطنه وأمته من خلال العديد من المناصب القيادية طوال أربعة عقود من الزمن منذ عام 1964 ولحين وفاته عام 2005 وكان من أبرزها رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا وعيناً ونائبا سفيرا فوق العادة للأردن في الخارج. كما كان عضوا في العديد من الجمعيات والهيئات والتي منها عضوية مجلس اللغة العربية ومجلس إدارة مؤسسة شومان الثقافية ومجلس إدارة الموسوعة الفلسطينية والهيئة التنفيذية لجمعية اليتيم العربي.

سياسيا جمع ذوقان الهنداوي بين عروبية الهوى وأردنية الانتماء هاشمية الحب والوفاء. فقد كان مخلصا واسع الرؤية والاطلاع، يعطي لوطنه وأبناء أمته بلا حدود. وكان رجل دولة من الطراز الأول نال ثقة القيادة الهاشمية على مر العقود ، وأكنت له كافة الأطراف السياسية على اختلاف اتجاهاتها خالص الاحترام والتقدير، وكسب حب الشعب بكافة فئاته، ولذلك فقد تم تكليفه أعلى المناصب في أحلك الظروف وأدقها وأشدها حساسية ومنها رئيس للديوان الملكي العامر بعد أحداث نيسان 1989 ورئيسا للجنة التحقيق في أحداث جامعة اليرموك في منتصف الثمانينات.

تربويا فقد ارسى ذوقان الهنداوي فلسفة ومنهجية التعليم في الاردن من خلال مسيرته الطويلة في هذا المجال والتي بدأت معلما في عام 1950 يرفع راية التربية والتعليم بكل فخر واعتزاز ألى ان تبوأ وزارة التربية والتعليم لثلاث عشرة مرة منذ منتصف الستينات ولغاية منتصف التسعينيات. وقد ظل ذوقان الهنداوي يحب ويعتز بلقب «الاستاذ» كأكثر الالقاب توافقا مع شخصيته ومسيرته التربوية. وتقديرا لجهوده ومساهماته التربوية الكبيرة في المملكة وعلى مستوى الوطن العربي، فقد أقرت جامعة كامبردج العريقة في المملكة المتحدة عام 2017 بعثة للتميز التربوي تحمل إسم الراحل الكبير «بعثة ذوقان الهنداوي للتميز التربوي»، بحيث تمنح هذه البعثة لخريجي الشهادة الجامعية الأولى المتفوقين والمتميزين والراغبين في إكمال دراسة الماجستير في تخصص التربية في جامعة كامبردج.

انسانيا وشخصيا كان ذوقان الهنداوي متواضعا، ذا خلق جم، مضيئ الوجدان، ساميا فوق الصغائر، عفيف اللسان، ابتسامته لا تفارق محياه. ومن أكثر ما عرف عن الفقيد نزاهته واستقامته ونظافة يده. وكان معروفا عنه حبه الشديد لمساعدة أبناء وطنه فلذلك أحبة من عرفه وتعامل معه وسمع به وتأثر بانجازاته.

من أهم وابرز مؤلفاته كتاب القضية الفلسطينية والذي كان يدرس في الصف الثالث الثانوي في الأردن إلى عام 1996.

توفي ذوقان الهنداوي في 2 تموز 2005، ودفن في المقابر الملكية الهاشمية تكريماً له، ويحمل الهنداوي العديد من الأوسمة العالمية رفيعة المستوى من كثير من الدول والمؤسسات الدولية…

رحم الله فقيد الوطن والأمة… واسكنه فسيح جناته… وجزاه عن وطننا وشعبنا كل خير…

التعليقات مغلقة.