صحيفة الكترونية اردنية شاملة

فرنسا.. توقيف أكثر من 700 وسط انحسار الاحتجاجات وأحداث الشغب

سجلت أعمال الشغب في فرنسا، ليل السبت الأحد، تراجعاً ملحوظاً، بعد ساعات من تشييع الشاب نائل الذي أطلق سقوطه برصاص الشرطة شرارة أعمال عنف طالت مختلف أنحاء البلاد بما فيها مدن كبرى، فيما جرى توقيف أكثر من 700 شخص.

وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان عبر حسابه في تويتر: “ليلة أكثر هدوءاً بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن”.

من جانبه أفاد متحدث باسم شرطة بوش دو رون: “بأنه لا نرى على الإطلاق مشاهد النهب التي وقعت بالأمس”، مشيراً إلى توقيف 56 شخصاً بحلول منتصف الليل.

وفي العاصمة باريس، نشرت قوة أمنية كبيرة على طول جادة الشانزليزيه بعد انتشار دعوات للتجمع منذ الجمعة، فيما جالت مجموعات من الشبان على طول الجادة تحت أعين عناصر الشرطة.

وقامت العديد من المتاجر بتغطية واجهاتها الزجاجية بألواح من الخشب خشية تعرضها للتكسير، كما حصل مع العديد من المحال على مدى الليالي الماضية.

كما سجّل عدد قليل من الحوادث في الضواحي الباريسية، حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات. وكان عدد الذين تمّ توقيفهم في عموم البلاد ليل الجمعة السبت تجاوز عتبة 1300 شخص، وهو رقم قياسي منذ اندلاع موجة أعمال الشغب الراهنة الثلاثاء.

وسعياً لضبط أعمال العنف، قامت العديد من السلطات المحلية بفرض حظر تجول في فترات المساء ووقف حركة النقل العام بحلول الساعة التاسعة.

شكوى صينية

في الإطار، قال مكتب الشؤون القنصلية الصيني في بيان، الأحد، إن القنصل العام بمدينة مرسيليا الفرنسية قدم شكوى لفرنسا بعد تعرض سائحين صينيين لإصابات طفيفة، إثر تهشم زجاج حافلة كانت تقلهم في المدينة الواقعة بجنوب البلاد.

وذكر البيان أن الشكوى الرسمية التي قدمها القنصل العام دعت فرنسا إلى ضمان سلامة المواطنين الصينيين وممتلكاتهم.

ووفقاً للتلفزيون المركزي الصيني، تعرضت الحافلة لهجوم من مثيري شغب الخميس، خلال العنف الذي اجتاح فرنسا في الأيام القليلة الماضية، إذ ذكر بيان القنصلية أن السائحين الصينيين غادروا فرنسا بعد الواقعة.

وحض بيان القنصلية الصينية المواطنين الصينيين في فرنسا أو المسافرين إليها على “توخي الحيطة والحذر” في أعقاب أعمال الشغب التي اجتاحت فرنسا مؤخراً.

إلغاء زيارة ماكرون

وألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ، الأحد، وتستمر ليومين، بعدما اختصر أيضاً مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل الجمعة.

وأجرى ماكرون، السبت، اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء البلديات الفرنسية القلقين من اتساع دائرة أعمال العنف، إذ يطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج، خصوصاً أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024.

ويجد الرئيس الفرنسي نفسه أمام أزمة داخلية كبرى ثانية في غضون أشهر قليلة، بعد الاحتجاجات الواسعة على مشروعه لإصلاح قانون التقاعد، إذ دفعت تلك الأزمة العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث الى إلغاء زيارة لباريس في مارس الماضي.

وأعادت الموجة الحالية من أعمال الشغب التذكير بسلسلة مشابهة هزت فرنسا في العام 2015 بعد سقوط مراهقين صعقاً بمحوّل كهربائي أثناء محاولتهما الهرب من الشرطة.

وقضى الشاب نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غرب باريس، فيما وُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ من العمر 38 عاماً تهمة “القتل العمد”.

وشارك المئات في مراسم التشييع، السبت، من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية، علماً بأن العائلة طلبت عدم حضور الصحافيين لتغطية مراسم الوداع.

وتسبب سقوطه بصدمة في فرنسا وصل صداها إلى الجزائر التي تتحدر منها عائلته، كما أعاد الحادث فتح النقاش بشأن تعامل الشرطة مع حالات مماثلة، حيث قتل 13 شخصاً بفرنسا عام 2022، بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.

التعليقات مغلقة.