صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الاستثمار في أوائل التوجيهي

هذا سؤال يطرح في مثل هذه الأوقات من كل عام.. دونما الحصول على الاجابات التي أقصدها وأعنيها.. فالمقصود ليس مجرد اهتمام اعلامي من خلال اجراء مقابلات ولقاءات عبر كافة وسائل الاعلام المختلفة مع أوائل الثانوية العامة، فكل ذلك ضروري ومهم لكنه لا يكفي أبدا:

– هؤلاء الأوائل المميزون يستحقون من كافة الجهات المعنية في الدولة الاهتمام والتكريم اقتداء بجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، فجلالتهما يحرصان في كل عام على الالتقاء بأوائل الثانوية العامة ودعمهم وتكريمهم.. وجلالة الملك أول من هنّأ وبارك للناجحين في التوجيهي، وكذلك جلالة الملكة رانيا العبدالله.

– ما أعنيه أن الأوائل من الناجحين والناجحات أولئك المميزون، وتحديدا العشرين الاوائل هم مبدعون ويشكلون ثروة بشرية وطنية يحق لنا أن نفخر بها وأن ندعمها وأن نتبناها، فمن هو قادر على التميز من المهم جدا الأخذ بيده واعداده ليكون ذخرا لبلده.

في الاردن نفتخر دائما بالطاقات البشرية والمبدعين والمبدعات، فلماذا لا نستفيد من هذه الطاقات الابداعية (الجاهزة) بتبنيهم بعد الثانوية العامة وتوجيههم لحسن الاختيار في المرحلة الجامعية بما يتوافق مع ميولهم وبما يتوافق مع احتياجات سوق العمل لمثل أؤلئك المبدعين والمبدعات؟

من الضروري تبني أوائل الثانوية العامة سواء العشرة الاوائل من كل تخصص أو حتى من حققوا نسبا عالية لا يحقّقها الا مبدع ومبدعة.. فهناك جهات تتولى وتتبنى المواهب الفنية تحديدا على المستوى العربي والاقليمي، ومن باب أولى – مع أهمية الفن والثقافة الهادفتين – من باب أولى تبني المواهب العلمية والادبية والدراسية، ودعمها من قبل الحكومة ومن قبل القطاع الخاص.. فهؤلاء هم وهنَّ الثروة الحقيقية للوطن، ويجب تبنيهم والاخذ بيدهم كي تنعكس هذه الثروات البشرية ايجابا على الوطن وفي مختلف الابداعات.

من واجب جميع الجهات التي تدعو لتمكين المرأة ودعم المرأة أن تتبنّى الاوائل من الناجحات اللواتي يواصلن كل عام اكتساح المقاعد الاولى من أوائل التوجيهي، فقد اكتسحت الطالبات 18 مقعدا من أصل 20 مقعدا لاوائل الثانوية العامة هذا العام (8 من 10 في العلمي) و(10 من 10 في الأدبي) الأمر الذي يستوجب دعما وتوجيها لهذه الطاقات المبدعة من بناتنا الطالبات وتبنيهن طوال الدراسة الجامعية لضمان مزيد من الابداع وضمان الوظيفة لهن بعد التخرج لما في ذلك من مصلحة للوطن قبل أن تكون مصلحة توظيفية لهن.

في كثير من دول العالم المتقدم بالعلم والابداع والريادة، يتم البحث من قبل جهات رسمية ولجان متخصصة عن أولئك المتميزين والمبدعين من الجنسين، وحتى قبل ظهور أية نتائج بل من خلال المدارس الأولى الاساسية والثانوية التي تزورها لجان على مدار العام تبحث عن مميزين في كافة التخصصات الرياضية والفنية والثقافية والعلمية.. الخ، لتستقطبها مبكرا بكل ما لديها من ابداع ثم تستقطبها في الأماكن المطلوبة.

باختصار : أوائل الثانوية العامة ممن حالت مجرد أجزاء من أعشار الدرجة لوصولهم لكمال الـ(100 %)، نوابغ وثروة وطنية يجب استثمارها وتبنيها لتكمل مسيرة العطاء في الجامعات وتوجيهها لحسن الاختيار للمحافظة على الابداع ومن ثم (استثمارهم /هن) في مسيرة البناء التي لن يعلي مداميكها ولن يرفع سوية الوظائف في القطاعين العام والخاص الا مثل أولئك المبدعين الذين لم نعرف حتى الآن – وعبر سنوات متعاقبة – كيف نوجههم وكيف نستثمرهم!

التعليقات مغلقة.