كاميليرا «عهد الإبل» نموذجاً!
الوصول إلى مستوى مريح من «الأمن الغذائي» وتحقيق أحد أهداف الرؤية الملكية 2030، أمر يتطلب المزيد من الجهود على المستوى الرسمي والقطاع الخاص والمبادرات الفردية.
وزارة الزراعة، وحسب خطتها الاستراتيجية لديها أهداف فرعية عديدة تتسق مع الهدف الوطني الوصول إلى الأمن الغذائي، وتملك المملكة أداة مهمة في تعزيز العلم الزراعي التطبيقي، وهو المركز الوطني للبحوث الزراعية، بيت العلم والخبرة والذي نجح في تطوير العديد من الأصناف بدءا من الأصناف القديمة للقمح، سلسلة دير علا، وأخيرا أصناف «مرو» التي تناسب الزراعة في مناطق شمال المملكة و’مشقر» وسط المملكة، و’الربة» لمناطق الجنوب.
لم استغرب عندما وجدت صنفا غذائيا على أرفف محلات الألبان والبقالة، طالما انتظرنا وجوده بشكل تجاري بين أيدي المستهلكين، واكتشفت عندما اتصلت بصاحب المنتج، أنه تم احتضان فكرته واختبارها والإشراف عليها في المركز الوطني للبحوث الزراعية.
كاميليرا أو «عهد الإبل»، هو الاسم الذي اختاره المهندس سامي اللواما، ابن الجنوب، لمنتجه الجديد لحليب الإبل (حليب النوق) المعبأ والمعقم والمطروح حالي في السوق المحلية بشكله التجريبي الأولي.
قد لا يعلم الكثيرون أن حليب الإبل مغذي ولذيذ الطعم وهو قليل الدهون واللاكتوز والكوليسترول وغني بالبروتين واللاكتوفيرين والأنسولين، كما أنه غني بالمعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد واليود والفيتامينات مثل فيتامين C و B2 و B12، ويعد مضادا للبكتيريا والفيروسات والأورام وقد أثبتت الأبحاث أنه يقوي جهاز المناعة في جسم الإنسان.
لطالما عانى مربو الإبل من ضعف المردود المادي، فالحليب لا يتم تصنيعه أو بسترته، ويتم شربه من قبل العائلة أو الأهل المجاورين. بعض مناطق المملكة تستفيد من لحم الحوار، مولود الناقة، لكن استعمال لحم الإبل للأكل غير منتشر كثيرا ويتم نحر الجمال في بعض المناطق وفاء لنذر فيسمى الجزور.
مشروع المهندس اللواما سيسهم في تشجيع تربية الإبل، وتنمية الحيازات الحالية، وضمان عائد مادي مجز ومستدام لمربي الإبل، ويساهم في تحقيق الهدف الأسمى، الأمن الغذائي، إلى جانب توفير المزيد من فرص العمل لأبنائنا في البادية والقرى الأردنية.
تكثيف الجهود الرسمية، والتعامل بجدية واهتمام مع المبادرات الذكية والعملية، وتشجيع اصحاب هذه المبادرات، مهم جدا في تحقيق العديد من الأهداف والتي تصب جميعها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
عندما ينجح العديد من المبادرات مثل مبادرة كاميليرا «عهد الإبل» في كل محافظة في المملكة، عندها نكون بدأنا نتلمس طريقنا الصحيح لتحقيق الهدف؛ الوطني الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
التعليقات مغلقة.