صحيفة الكترونية اردنية شاملة

كيف تنعكس حرب إسرائيل على غزة على أسعار الذهب؟

مع بدء عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقها الجناح العسكري لحركة حماس، وما تلاها من تنفيذ عملية “السيوف الحديدية” المضادة التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، يبدو أن المستثمرين على مستوى العالم منهمكون في شبه عزوف تام عن الاستثمارات التي تتسم بالمخاطرة، في حين تنصب اهتماماتهم بقوة نحو أصول الملاذات الآمنة، وأبرزها الذهب الذي يزدهر بقوة في أوقات الأزمات والحروب.

وخلال اليوم الأول البدء الحرب، قفزت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 1854 دولار للأونصة، ليسجل أعلى مستوى في أسبوع، كما قفزت العقود الآجلة الأميركية للذهب 1.2% إلى 18671 دولار.

وفي اليوم التالي ارتفع الذهب نحو 1.6%، في أكبر قفزة يومية في 5 أشهر، وحتى اليوم الرابع للحرب لا يزال الذهب يواصل ارتفاعه، وفق “رويترز”، إذ عززت الأزمة من الطلب على أصول الملاذ الآمن في ظل حالة من عدم اليقين، تسود الأسواق العالمية.

بريق الأوقات المعتمة

يعتبر العديد من الخبراء أن الذهب يستعيد بريقه ويزدهر عادة في أوقات الأزمات، وفي هذا الإطار يقول خبير الأسواق عمرو عبدو، في تصريح لـ”العربية.نت”، إن الذهب، الذي غالباً ما يُعتبر واحداً من أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين خلال أوقات الاضطرابات الجيوسياسية، كان من المتوقع أن يشهد ارتفاعاً نتيجة لتجدد حدة الصراع بالشرق الأوسط، وهو ما حصل بالفعل، حيث يواصل ارتفاعه الآن.

وأشار عبدو، إلى أن المستثمرين الآن يبحثون عن ملجأ في هذا المعدن الثمين كطريقة من وسائل التحوط ضد حالات عدم اليقين التي تسود الأسواق في أوقات الأزمات.

وتابع: “إذا استمر الصراع في التصاعد وطالت مدته، فإنه من المتوقع استمرار تصاعد أسعر الذهب، لأن المستثمرين سيظلون يبحثون عن ملاذات آمنة لمحافظهم الاستثمارية”.

ظاهرة عالمية

ويضيف خبير الأسواق أنه يلاحظ حتى قبل بدء الأزمة أن التحوط، من خلال شراء الذهب، تحول إلى ظاهرة عالمية، منذ 2022 عندما بدأت الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى فصول الحرب التجارية بين أميركا والصين، حيث يلاحظ زيادة الطلب على الذهب من روسيا والصين وإيران، لأن هذه الدول نوعت احتياطياتها من خلال الحصول على الذهب استجابة للمخاوف بشأن العقوبات الاقتصادية.

صعود مؤقت

وحول توجه المستثمرين للملاذات الآمنة مثل الذهب، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، “فرانس برس” أمس الاثنين عن براين مارتن من مجموعة “أيه إن زي”ANZ Group قوله إن “الأهم بالنسبة للأسواق يتمثل في مسألة ما إذا كان النزاع سيبقى تحت السيطرة أو ستتسع رقعته ليشمل مناطق أخرى”.

لكن ستيفن إنيس من “إس بي آي لإدارة الأصول” يحذر من أن ارتفاعات الأسعار المبدئية في الأصول التي تعد ملاذات آمنة، ومنها الذهب، والتي تحقق مكاسب أولية في هذا النوع من الأزمات، تتراجع مع استقرار الوضع، بحسب الوكالة. وبالتالي فإن استمرار انتعاش الذهب مرتبط بالمدى الزمني للحرب.

وجاءت عودة البريق إلى الذهب فور انطلاق الشرارة الأولى للحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، في الوقت الذي ينظر المستثمرون إلى الذهب على أنه استثمار آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، لكن بما أنه لا يدر عائداً، فإنه يفقد جاذبيته مع تراجع حدة الأزمات.العربية نت

التعليقات مغلقة.