صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حتى تكون المقاطعة منتجة

لطالما كانت المقاطعة الاقتصادية للمنتجات سلاحاً فعالاً وأداة من أدوات الضغط السياسي، ووسيلة ناجعة لتغيير المواقف أو التراجع عن قرارات تمس الدولة أو الشعوب التي تتخذ المقاطعة نهجا لها.

في عديد المواقف، كانت هناك دعوات لمقاطعة منتجات بعينها، مثل القهوة عندما ارتفعت اسعارها، أو مقاطعة منتجات دولة معينة مثلما حصل بمقاطعة المنتجات الدنماركية عند نشر الصور المسيئة للرسول محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أو ما نشهده حاليا من مقاطعة المنتجات التي تدعم دولة الإحتلال بغض النظر عن مصدرها او مناشئها.

هذا السلاح، أي سلاح المقاطعة، استخدمناه لأكثر من 30 عاما لكن دون جدى، لأنه سرعان ما تتلاشى هذه الدعوات ويضمحل تأثيرها بعد انتهاء الحدث، وغالبا تنتهي المقاطة دون استجابة.

حتى تكون المقاطعة منتجة وفعالة يجب أن تكون مستمرة، وعلى الدول التي تستخدم هذه الأداة الضاغطة بالفعل، أن تنشط في إيجاد البديل الوطني للمنتجات التي يتم مقاطعتها.

هناك فرص عديدة لتطوير منتجات «الوجبات السريعة» على سبيل المثال، من مصادر محلية واعطاؤها اسما تجاريا مقبولا محليا وإقليميا، حتى يتسنى تصدير هذا الإسم لدول الإقليم، وهناك تجارب ناجحة لأسماء تجارية عربية انتقلت لأكثر من سوق منها سلاسل مطاعم عربية وصيدليات وأسواق تجارية عديدة وحتى العاب الأطفال. عندها سنتمكن من زيادة القيمة المضافة محليا وعربيا في هذه المنتجات، وزيادة فرص التشغيل في كل مراحل الإنتاج من بدء توريد المدخلات مرورا في التصنيع وصولا إلى تقديم الخدمة.

إذا كنا نتباكى على تسريح العشرات أو المئات من الشباب العامل في مطاعم الوجبات السريعة، يمكن لنا أن نتفاخر في توفير فرص عمل لأضعاف هذه الأعداد إذا ما تم إنتاج هذه المواد من موارد محلية.

هناك فرص عديدة للتكامل في الصناعات الغذائية على مستوى أقاليم الوطن العربي أو على مستوى المناطق المتشابهة والمترابطة جغرافيا، بلاد المشرق العربي، الخليج العربي، مصر السودان، دول المغرب العربي، لاسيما وأن معظم هذه الدول مرتبطة باتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى التي تسمح بالاستيراد والتصدير بينها بدون قيود جمركية.

بالعودة إلى تطوير منتجات بديلة من مصادر محلية نحقق العديد من الأهداف ابرزها توفير فرص العمل، واستثمار الموارد المحلية، وزيادة الناتج المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير العملات الأجنبية، وتشجع المزيد من الإنتاج وصولا إلى درجة مقبولة من الاعتماد على الذات.

التعليقات مغلقة.