صحيفة الكترونية اردنية شاملة

رسالة الأعياد المجيدة من الأردن… التضامن في وجه العدوان

بروح موسم الأعياد ومن الأردن – أرض الإيمان والسلام والمحبة- أهنئ إخواننا المسيحيين بعيد الميلاد المجيد وأرس السنة الميلادية، والتي تأتي في هذا العام في ظل عدوان وحشي لم يسلم منه أي مكون من الشعب الفلسطيني، فأستهدف أماكنهم المقدسة الإسلامية والمسيحية، كنائسهم ومساجدهم، سعيا لمحو هويتهم الإسلامية والمسيحية المبنية على أرضية واحدة من الاحترام المتبادل والسلام والإخلاص لله، سائلا الله عز وجل أن يكون عام توقف الدماء واستيقاظ الإنسانية من غيبوبتها.
إن الكشف عن الوجه القبيح للنفاق الغربي وتطبيق المعايير المزدوجة في التعامل مع العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة يفتح أبواب الأسئلة حول مبادئ الحرية والعدالة والمساواة التي يزعم الغرب أنه يحميها ويدافع عنها.
ومع ذلك فإن استمرار العدوان الإسرائيلي لا يسبب معاناة لأهلنا الصامدين في غزة، بل يشكل أيضا تهديدا كبيرا للاستقرار الإقليمي خاصة إن حجم الوحشية الإسرائيلية لا توصف، حيث أطلقت العنان لحقدها بما يعادل ثلاث قنابل نووية، والمثير للصدمة أنه على الرغم من جرائم الحرب الصارخة التي ارتكبها العدو، فإن الاستجابة الدولية لم تكن كافية لإيقاظ ضمير العالم.
كخريجين من الجامعات الأمريكية نظمنا اعتصامًا احتجاجيًا قبل أسبوعين أمام السفارة الأمريكية في عمان للتذكير بقيم حرية التعبير التي درسناها في الجامعات الأميركية، وللدفاع عن هيئة التدريس في جامعات هارفارد وبنسلفانيا وكولومبيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، التي تتعرض لاستهداف من قبل الصهاينة في الكونغرس لسماحهم بحرية التعبير لطلابهم الذين يدعمون النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كما وجهنا في الهلال الأحمر الأردني بيانا ونداء إنسانيا عاجلا الى المؤسسات الإنسانية والى المجتمع الدولي عله يصحو على وقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وأصوات المدافع والقنابل التي تستهدف المدنيين في غزة وتقتل الأطفال والنساء وكبار السن دون تمييز، فقط بقصد سفك الدماء وإزهاق أرواح المدنيين العزل والتي يندى لها جبين الإنسانية وتتنافى والقانون الدولي الإنساني، بالإضافة لتدمير المنشآت الخدمية والصحية والتعليمية مما الحق أضرارا شاملة بالقطاع الطبي واستهداف سيا ارت الإسعاف والمسعفين بهدف منعهم من تأدية واجبهم الإنساني ومنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية والعاجلة.
وتساءلنا في البيان، أين احترام مبادئ الإنسانية وعدم التحيز والحياد التي تتحلى بها كافة المنظمات الإنسانية، ولماذا هذا الصمت الرهيب والخوف من قول الحق، بل وأين الضمير الإنساني.
وخلال مشاركتنا في ندوة ” الإنسانية في خطر ” التي ضمت اللجنة الوطنية الأردنية للقانون الدولي الإنساني وجمعية الهلال الأحمر الأردني لمناقشة ما يجري من اعتداءات جسيمة على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة وذلك بممارسة أبشع أنواع القصف على المدنيين وتدمير للبنية التحتية لقطاع غزة ومحيطها، وممارسات العقاب الجماعي التي جرمتها اتفاقيات جنيف الأربع وأحكام القانون الدولي الإنساني
وأكدنا ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي ومنظماته خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بمسؤولياته لتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني وقمع الانتهاكات التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيقاظ الضمير الإنساني.
وأقول إنه لا بد من تحرك عربي وإسلامي ودولي، يطالب باتخاذ إجراءات سريعة وحازمة لوقف العدوان الوحشي، والتعجيل بتقديم المساعدات الإنسانية لمعالجة الظروف الأليمة والاحتياجات الملحة في غزة ولنا في الموقف الأردني موقف ريادي على هذا الطريق مع ضرورة إجراء تحقيق شامل في جرائم الحرب الإسرائيلية لضمان المساءلة عن سلوكها الإجرامي.

التعليقات مغلقة.