صحيفة الكترونية اردنية شاملة

تخصصات جامعية جديدة = فرص عمل جديدة

من أهم مستهدفات «رؤية التحديث الاقتصادي 2033، ضرورة العمل على»ربط مخرجات التعليم بسوق العمل»، هذه العبارة التي لطالما ترددت على مسامعنا كثيرا، وفي كل موسم دراسي جامعي، وتحديدا مع بدء تقديم طلبات القبول الموحد للجامعات في كل عام.. ولطالما أرشد ديوان الخدمة المدنية – سابقا – «هيئة الخدمة والادارة العامة «حاليا، خريجي الثانوية العامة للابتعاد عن التخصصات الراكدة والمشبعة – كما تسمى-..ولطالما عقدت مؤتمرات وندوات وتحديدا من قبل نقابة المهندسين لاقناع الطلبة المقبلين على المرحلة الجامعية والراغبين بدراسة التخصصات الهندسية بتوجيههم الى أن معظم التخصصات الهندسية بين «مشبع» و»راكد»..وكذلك توجه وتنوه كثير من الجهات المعنية بالجامعات وسوق العمل، من أجل توجيه الشباب والفتيات نحو تخصصات جديدة تواكب التطور واحتياجات سوق العمل، الاّ أن الاستجابة لكل هذه النداءات ليست كما هو المأمول.
هذا العام، وتحديدا في الفصل الثاني 2023- 2024 لمرحلة البكالوريوس.. يبدو أن جامعات بادرت باتخاذ خطوات تساعد على التوجه نحو تخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل، استحدثتها – بالتنسيق مع «التعليم العالي»-.. تخصصات جديدة تتواءم ومتطلبات المرحلة التي يشهد فيها سوق العمل طلبا متزايدا على تخصصات حديثة باتت مطلوبة للسوق المحلية والاقليمية على حد سواء.
هذه التخصصات الجديدة من المهم «تسويقها» والاعلان عنها بصورة جيدة وتوجيه الطلبة والطالبات لاختيارها، والدور ملقى -ليس فقط -على وزارة التعليم العالي ولا الجامعات الرسمية والخاصة فحسب، بل على الاهالي تحديدا الذين غالبا ما يكون قرارهم أكثر تأثيرا على اختيارات ابنائهم وبناتهم، اذ لا يزال كثير من الآباء والأمهات يتوارثون عقدة أن من لا يدرس «الطب أو الهندسة « فكأنه لم يتخرج من الجامعة!
علينا أن لا ننكر بأن الشهادة الجامعية لم تعد «هدفا» بذاتها، بل «وسيلة» للحصول على فرصة عمل، في وقت تتزايد فيه معدلات البطالة، ليس في الاردن فحسب بل في الاقليم والعالم، لأن البطالة من أكبر التحديات وأخطر تداعيات الازمات العالمية والاقليمية التي أثّرت – ولا زالت تؤثر- سلبا على اقتصادات الدول، بدءا من جائحة كورونا 2020، مرورا بالحرب الروسية الاوكرانية 2022..واليوم تداعيات العدوان على غزة..لذلك فإن من أهم آليات مواجهة معضلة البطالة، هي البحث عن تخصصات يحتاجها سوق العمل، حتى لا تضيع سنوات دراسة الطالب أو الطالبة في الجامعات سدى، وحتى تكون هناك جدوى اقتصادية وعملية لما يدفعه الاهل على أبنائهم من رسوم وكلف الدراسة الجامعية سواء للدرجة الاولى أو حتى الدراسات العليا.
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أعلنت عن بدء التسجيل للجامعات للفصل الثاني 2023- 2024 على القبول الموحد لمرحلة البكالوريوس، مشيرة لاستحداث تخصصات جديدة أعلنتها عدد من الجامعات الرسمية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، وبهدف المساهمة بتوجيه ابنائنا وبناتنا الطالبات والطلبة نحو الأفضل لمتطلبات السوق، علاوة عما تتيحه الجامعات الخاصة أيضا من تخصصات جديدة، لا بد من الانتباه اليها وأخذها بعين الاهتمام والجديّة اذا أردنا بحق مصلحة أبنائنا وبناتنا..ومن هذه التخصصات:
-الجامعة الأردنية / العقبة (الأمن السيبراني والشبكات الذكية).
-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية (هندسة تصميم وتطوير المنتج /انترنت الأشياء /نظم المعلومات الصحية / تصميم وتطوير ألعاب الحاسوب).
-جامعة البلقاء التطبيقية/كلية الهندسة التكنولوجية – البوليتكنيك -(تكنولوجيا تقييم المنشآت وصيانتها).
هذا علاوة على تخصصات جديدة تم استحداثها في الفصل الجامعي الأول، تواكب مستجدات العلم الحديث وتطورات المستقبل.
* باختصار: المرحلة الجامعية مرحلة فاصلة ومصيرية في الحياة العملية لابنائنا وبناتنا، يتحدّد فيها مستقبلهم المهني والعملي.. لذلك من المهم أن نعينهم على حسن الاختيار بما يتواءم مع امكاناتهم وقدراتهم ومهاراتهم ورغباتهم، ومع ما يتواءم مع احتياجات سوق العمل، كي تكون فرصتهم أكبر في الحصول على وظيفة عند التخرج بدلا من أن يكون أحدهم مجرّد إضافة رقمية وزيادة الى أعداد العاطلين عن العمل!

التعليقات مغلقة.