صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الدرمكية: الجوائز العربية توجه المُثقف بدون قصد

قالت عضو مجلس الدولة العُماني، عائشة بنت حمد الدرمكية، إن من الصعب الحُكم بشكل مُطلق على المُثقف في الوطن العربي أكان إيجابًا أم سلبًا، فعندما نقول إن المُثقف العربي لا يقرأ ولا يهتم، فهذا “حُكم مُطلق، ليس بالضرورة أن يكون صحيحًا”.
وأضافت الدرمكية، في حديث خاص لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) على هامش معرض مسقط الدولي للكتاب الذي أُختتمت أعماله السبت الماضي، “إن الثقافة العربية في تطور دائم. لكن التطور إلى أين؟، فهذا يختلف من وجهة نظر إلى أُخرى”.
وأشارت الى “أن الشباب يقرأون ما يناسب خياراتهم وأفكارهم وأذواقهم. إذ لا يوجد مُجتمع ثقافي بمُستوى واحد”، موضحة أننا “نشأنا في مُجتمعات، الآباء فيها لهم توجهات مُختلفة عن توجهاتنا”.
وتابعت، إن “شغف” الشباب بمعارض الكُتب التي تُقام في الدول العربية، دليل على أنهم يقرأون، وإلا فلماذا يأتون إلى مثل هذه المعارض؟”، لافتة إلى أن معرض مسقط الدولي للكتاب يرتاده الشباب بشكل عام ومن هم فوق الأربعين فضلًا عن الإناث وطلبة المدارس أيضًا. فهؤلاء جمعيا يرتادون المعرض بشكل يومي، لكن للأسف، لدينا صورة ذهنية خاطئة عن جيل الألفية. نُريدهم أن يقرأوا ما نقرأ. نحن نصف لهم ذلك الكتاب بالجيد، وذاك عكسه تمامًا”. هذا خطأ، تقول الدرمكية، “فالشاب يجب أن يقرأ حسب فكره وتوجهاته لأن له تطلعات مُختلفة تمامًا عن تطلعات من هم أكبر سنًا.. هكذا تبنى الحضارة الإنسانية”.
وتطرقت إلى التطور التقني، قائلة “إن القراءة الآن مُنفتحة بشكل واسع، إذ يستطيع الشخص الاستماع إلى مقال ما، أو كتاب مُعين من خلال هاتفه النقال فالحياة أصبحت أسهل، وكذلك القراءة. جهاز “الآي باد” يستطيع تحميل آلاف الكُتب، لكن في قراءة الكتاب الورقي شيئا مختلفا له مذاقه الخاص وايحاءاته الخاصة.

في مسألة الثقافة تؤكد “أنا لا استطيع الحُكم على ثقافة بلد مُعين. فالثقافة في كُل زمن لها توجهاتها وآفاقها ورؤيتها، وبالتالي لا يُمكن أن نُحدد طريق الثقافة إلى أين؟. فما نُريده نحن وأبناؤنا وأحفادنا وآباؤنا، كُله يُمثل ثقافة”.
وتقول الدرمكية، وهي أول امرأة تقود النادي الثقافي العُماني لفترتين مُدة كُل فترة ثلاثة أعوام، وساهمت في تأسيس مشروعين هما جمع اللهجات العُمانية في وزارة الثقافة، وجمع التراث الثقافي في عُمان، “إن بعض المُثقفين أصبحوا يتوجهون نحو المكسب المادي، أكثر من النص”، مُضيفة أن الجوائز على الرغم من أن هدفها نبيل وسامٍ “إلا أنها توجه المُثقف بدون قصد، إذ أصبح يوجد كُتاب يكتبون وفق شروط الجائزة”.
وأوضحت “أن ذلك أدى إلى وجود ركاكة في النص على حساب وجهة النظر الأدبية البحتة، وأصبح هُناك إشكال على مُستوى المُتلقي نفسه”، مُضيفة أن “الراوية التي تفوز بجائزة ما، مثلًا، تخضع لـ (انطباع) المُحكمين الذين يعجبون بالنص، لأسباب وضعوها واقتنعوا بها، مع العلم بأن النص قد لا يكون جيدًا في نظر آخرين”.

هذا ربما يكون سببًا لاقتناء تلك الرواية، لمعرفة لماذا فازت بالجائزة، موضحة أن الجائزة في هذه الحالة “قد تقود المُتلقي، مثلما تقود النص. وهذه واحدة من الإشكالات التي دفعت الكثيرين، أكان كاتبًا أم ناقدًا وحتى مؤرخا، لكتابة روايات”، ذاهبة الى “أن هذا يُسبب إشكالًا كبيرًا على مُستوى العالم العربي، فضلًا عن أنه يسبب إشكالًا للكاتب نفسه، إذ قد ينقاد أحيانًا نحو أشياء سطحية جدًا وللأسف، فقد أصبح هناك تيارات تقود المُثقف في العالم العربي”.
وبشأن مشروع البرنامج الاستراتيجي لجمع التراث المروي في مجلس البحث العلمي، اعتبرت الدرمكية أن هذا هو أبرز مشروع للاستثمار في الثقافة، والذي أسسته بمعية مجموعة من الباحثين، موضحة أن هذا البرنامج هو لخدمة التراث الثقافي ويشتمل على جانبين، الأول يتعلق بجمع المادة من الميدان، والثاني يتضمن دراسة الفُرص التي توفرها تلك المادة التي جُمعت، ومن ثم تحويلها إلى مشروعات وفُرص استثمارية.
وأوضحت أن هذا المشروع خاص بالحكايات والروايات المُرتبطة بالأمكنة، وتمت دراسته في أكثر من مُحافظة في السلطنة وكانت البداية من مُحافظة شمال الباطنة، وتم تحويلها للاستفادة منها في مجال الترويج السياحي.
وبينت أن هذا المشروع يهدف لفتح المجال للاستثمار من خلال الاستفادة من هذه الحكايات في التسويق لعُمان وللمكان نفسه، وبالتالي فتح فُرص ليس فقط في قطاع السياحة، وإنما للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وبخصوص مشروع التعريف بالنص العُماني، قالت الدرمكية “لقد عملنا على ترجمة نصوص عُمانية إلى 14 لغة على مُستوى دول العالم، أكانت في أوروبا وآسيا وافريقيا، مشيرة الى أن تلك النصوص، تضمنت مقالات وكُتبا مُتنوعة، ونصوصا شعرية وسردية، فضلًا عن لوحات فنية تُمثل الفن العُماني لفنانين تشكيليين، وصورا فوتوغرافية.
يُذكر أن مجلس الدولة العُماني، هو مجلس تشريعي في الأساس، يُراجع التشريعات والسياسات التي تُحال إلى المجلس، أو تلك التي يقترحها ثم يُرسلها إلى الحكومة.
–(بترا)

التعليقات مغلقة.