صحيفة الكترونية اردنية شاملة

درجة إتقان منخفضة جدًّا للأردن ضمن مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية 2023

الاستراتيجيات الأردني يصدر ورقة بعنوان "مدخلات التعليمالمدرسي ومخرجاته - استغلال الفرص الممكنة لتطوير منظومةالتعليم"

منتدى الاستراتيجيات: دعوة لزيادة الاستثمار في التعليم، برفعمستوى “الانفاق الرأسمالي” على القطاع

بين الدول المشاركة في اختبار بيزا للرياضيات: الأردن ثانيأعلى تراجع بعد ألبانيا

استمرار عبء الدين العام يشكل تحديًا رئيسًا أمام تطور قطاعالتعليم في الأردن

اختبار بيزا 2022: 17% من الطلبة في الأردن حققوا مستوى إلمام2% فقط في مجال الرياضيات

اختبار بيزا 2022: الإناث قدمن أداءً أفضل من الذكور في القراءة بفارق 46 نقطة

أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني ورقة سياسات تحت عنوانمدخلات التعليمالمدرسي ومخرجاته: استغلال الفرص الممكنة لتطوير منظومة التعليم، من أجلتحليل أهم مدخلات القطاع من طلبة ومعلمين ومدارس وإنفاق، ومخرجاته المتمثلةفي أداء الطلبة باختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA)، ومؤشر إتقان اللغةالإنجليزية. كما أدرج المنتدى في الورقة بعض التوصيات التي تهدف لتطويرالمنظومة التعليمية في الأردن.

وأشار المنتدى في ورقته إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي قد اكدت على ضرورة التركيز على جودة التعليم والاستثمار في الموارد البشرية لتطوير القطاع، ومواكبة أساليب التعليم الحديثة.

وبينت نتائج التحليل على مستوى المدخلات، بأن قطاع التعليم المدرسي فيالأردن قد شهد تحسناً واضحاً من حيثمتوسط عدد سنوات الدراسةخلالالعقود الماضية. فقد ارتفع من 5.28 سنة عام 1991، إلى 10.45 سنة عام 2021،ما يدلل على ازدياد أهمية التعليم في الأردن.

وارتفع أيضاً عدد مدارس وزارة التربية والتعليم في المملكة بمعدل 8.4%، ليصلإلى 4,005 مدرسة عام 2022. وقد شكلت المدارس المملوكة للوزارة ما نسبته 81% من إجمالي عدد المدارس التابعة لها.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة تغطية مدارس المملكة لمختلف المناطق تقريبًا مدرسةواحدة لكل 12 كم2، بينما بلغت تلك النسبة للمدارس الحكومية حوالي مدرسة واحدة لكل 22 كم2.

وعلى مستوى أعداد الطلبة في مدارس المملكة، فقد ارتفعت بنسبة زيادة 35% من1.66 مليون في العام 2010، إلى حوالي 2.24 مليون خلال 2022.

وفيما يخص المعلمين، فقد ارتفع متوسط عدد المعلمين لكل مدرسة من 21 معلمًا عام2014، إلى 23 معلمًا عام 2022. ليصل إجمالي عدد المعلمين في مدارس المملكةخلال العام 2022 لحوالي 137.8 ألف معلم، منهم 93.5 ألف معلم في مدارس الحكومة.

وفي هذا السياق، استعرضت الورقة نتائج دراسة “الحاجات المهنية للمعلمينالمتقدمين لجائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي الصادرة عن جمعية الملكة رانيا للتميز بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والتي أظهرت بأن المعلمين المتقدمين الى الجائزة ضمن كافة الفئات، بحاجة الى مزيد من التطوير والتنمية في مهاراتهم وفق معايير الجائزة الثمانية.

وأوضحت الورقة بأن نسبة الإنفاق العام على التعليم إلى الناتج المحلي الإجماليفي الأردن بالمتوسط هي 3.2% سنوياً، وهي نسبة منخفضة نسبيًّا. بينما تنفقدول مثل السويد (7.5%)، وفنلندا (6.4%) من ناتجها المحلي الإجمالي علىالتعليم.

كما بينت الورقة بأن إجمالي الإنفاق العام على قطاع التعليم في الأردن قد وصل إلى حوالي 1.2 مليار دينار عام 2023. حيث شكلت النفقات الجارية ما نسبته88% من إجمالي ذلك الإنفاق، فيما تركزت الحصة الكبرى من النفقات الجارية فينفقاتالرواتب والأجور ومساهمات الضمان الاجتماعي، وبنسبة 75.6%.

وضمن ذات السياق، أشار المنتدى إلى أن نسبة مدفوعات فوائد الدين العام فيالأردن قد شكلت بالمتوسط 110.8% مما يتم إنفاقه سنويًّا على التعليم خلالالسنوات الأربع الماضية، وبأن استمرار عبء الدين العام قد يشكل تحدياً أمامتطور قطاع التعليم.

وفيما يخص مخرجات التعليم المدرسي، استعرضت الورقة نتائج البرنامج الدوليلتقييم الطلبة (PISA) للعام 2022 الصادر عن منظمة التعاون والتنميةالاقتصادية، والذي يهدف إلى تقييم مستوى التطبيق المعرفي والمهارات الأساسيةللطلبة (في سن الـ 15 عامًا) في مجالات الرياضيات، والعلوم، والقراءة.

وقد قام المنتدى بدراسة نتائج أحدث اختبار لعام 2022 والذي صدر بتاريخ 5 كانون الأول 2023، بهدف قياس مستوى مخرجات قطاع التعليم وجودتها فيالأردن، وإجراء مقارنات مع بعض الدول الأجنبية والعربية المشاركة في التقرير،لتحديد مستوى أداء الطلبة الأردنيين.

وقد أشارت نتائج تحليل الاختبار على المستوى الدولي، الى أن متوسط الدرجةالإجمالية لجميع الدول (81 دولة مشاركة) قد بلغ حوالي 440 درجة، حيث تراجع المتوسط العام لجميع الدول بذلك 17 درجة عن الدورة السابقة في عام 2018. كما لوحظ تفوق الدول الآسيوية في نتائج التقييم؛ حيث جاءت كل من سنغافورة،وماكاو، ومن ثم اليابان في المراتب الثلاث الأولى على التوالي.

أما على مستوى الدول العربية التي شاركت في الاختبار، فقد جاءت الإمارات فيالمرتبة الأولى، تلتها قطر، ومن ثم السعودية، وفلسطين، والأردن، والمغرب على الترتيب.

وعلى صعيد الأردن، فقد تراجع أداءه بشكل واضح في التصنيف العام لاختبارPISA لعام 2022؛ وبواقع 11 مرتبة مقارنة مع اختبار عام 2018، ليحل في المرتبة75 ضمن قائمة البلدان المشاركة (من أصل 81 دولة)، ويأتي بذلك في المرتبة 5 منأصل 6 دول عربية مشاركة فقط في التقرير. ويعزى هذا الأداء الضعيف الى تراجعالأردن في مجالات الاختبار الثلاث (القراءة، الرياضيات، العلوم). كما سجل الأردن ثاني أعلى تراجعاً بعد ألبانيا بين جميع الدول المشاركة في مجال الرياضيات.

وأوضحت نتائج الورقة، بأن ما نسبته 17% من الطلبة في الأردن قد حققوا مستوىإلمام 2% فقط في مجال الرياضيات، وهو أقل من المتوسط العام لدول منظمةالتعاون والتنمية الاقتصادية بشكل كبير (69%).

وأشارت النتائج الى أن الطلبة الذين يعيشون ضمن شريحة (الربع الأعلى) منحيث الظروف المناسبة اجتماعيًّا واقتصاديًّا قدموا أداءً أفضل من الطلبة الذينيواجهون ظروفًا اجتماعيّة واقتصاديّة صعبة (الربع الأدنى)، وبفارق 40 نقطة فيمجال الرياضيات.

وقد بينت الورقة بأن الإناث قدمن أداءً أفضل من الذكور في مجال الرياضيات (بفارق 15 نقطة) في الأردن ضمن اختبار عام 2022، وفي القراءة بفارق 46 نقطةلصالح الإناث.

وتبين للمنتدى من خلال التحليل بأن أسئلة هذه الاختبارات تعتمد على جانبالتفكير التحليلي والإبداعي المتراكم أكثر من الجانب المعرفي، ما يعني أن ضعفنتائج الأردن في هذا الاختبار قد يدلل بشكل واضح على ضعف هذه المهارات لدىالطلبة الأردنيين، وهو ما يتطلب العمل على تعزيزها وتنميتها لدى الطلبة في الأردن.

وقام المنتدى أيضاً باستعراض نتائج تحليل اختبار إتقان اللغة الإنجليزية لعام 2023 والصادر عن مؤسسة Education First السويدية، الذي يقيس المهاراتالمرتبطة بإتقان اللغة الإنجليزية كــلغة أجنبية، إذ يقيّم المؤشر أداء أكثر من 2.2 مليون من البالغين في 113 دولة من مختلف أنحاء العالم.

وقد أظهرت نتائج التقرير الإتقان الواضح لبلدان أوروبا للغة الإنجليزية مقارنة بباقي دول العالم، فباستثناء كل من سنغافورة (المرتبة الثانية عالميًّا)، وجنوب إفريقيا (المرتبة التاسعة عالميًّا) استحوذت الدول الأوروبية على جميع المراتب ضمن تصنيف “درجة إتقان عالية جدًّا”.

أما على مستوى الدول العربية، فقد تركزت معظم النتائج ما بيندرجة إتقانمنخفضةكلبنان، والإمارات، وقطر، والمغرب، ودرجة إتقان منخفضة جدًّاكفلسطين، والأردن، والسودان، وعُمان. باستثناء تونس والتي جاءت من بين البلدانذاتدرجة إتقان متوسطة“.

وعلى مستوى أداء الأردن، فقد سجل تراجعًا بمقدار 6 مراتب في تقرير عام 2023،ليحل في المرتبة 96 (من أصل 113 دولة)، بعد أن كان في المرتبة 90 (من أصل111 دولة) في تقرير عام 2022. علمًا بأن أداء الأردن (431 نقطة) خلال العام2023 كان ما دون المتوسط العام للدول العربية البالغ 447 نقطة.

علاوة على ذلك، سجل الأردن تراجعًا واضحًا في أدائه في المؤشر خلال السنوات الثلاث الماضية (2021-2023)، فقد تراجع بمقدار 25 نقطة في المؤشر العام، على خلاف السنوات السابقة (2016-2020) بعد أن حقق تقدمًا بمقدار 20 نقطة آنذاك.

كما شمل تقرير 2023 ثلاث محافظات على مستوى المملكة؛ عمّان (470 نقطة)،وإربد (464 نقطة)، والزرقاء (437 نقطة). أما على مستوى الجنس، فقد سجلالذكور (439 نقطة) نتائج أعلى من الإناث (424 نقطة) في تقرير عام 2023. وعلىمستوى الفئة العمرية، سجلت الفئة ما بين 21-25 سنة الأداء الأعلى، وبمجموع456 نقطة.

واختتم المنتدى ورقة السياسات هذه بالإشارة الى إن النهوض بمنظومة التعليم فيالأردن لا يقع فقط على عاتق الجهات الحكومية المعنية، بل هو مسؤولية مشتركةتشمل كافة فئات المجتمع؛ حيث إن المنظومة التعليمية هي بمثابة حلقة وصل تجمعكافة تلك الفئات، ما يعني أن حدوث خلل في إحداها سينعكس لا محالة علىالمنظومة بأكملها.

وأوصى المنتدى بضرورة زيادة الاستثمار في التعليم، من خلال رفع مستوىالإنفاق العام على قطاع التعليم (تحديدًا الإنفاق الرأسمالي، والإنفاق على البحثوالتطوير في مجال التعليم) من أجل تحسين البنية التحتية وتوفير الموارد اللازمةللمدارس والمعلمين، وبما يتوافق مع الاحتياجات التنموية للأردن.

كما دعا الى إجراء دراسات شاملة لتقييم مستوى البنية التحتية للمدارسالحكومية، وأيضاً تحديد الجدوى الاقتصادية من استئجار مبانيها او امتلاكها،وأسس صيانتها. كما اشار الى أهمية تحسين وتطوير نظام مراقبة الجودة للتأكدمن تحقيق مخرجات التعليم المرجوة.

ونوه المنتدى الى ضرورة تطوير برامج تدريب المعلمين، من خلال توفير برامج تدريبشاملة ومستمرة للمعلمين؛ لتحسين مهاراتهم ومعارفهم، تستند إلى التقييم والمتابعة،وخاصة في مجالات اللغة الإنجليزية، والرياضيات والتحليل والتفكير الإبداعي،والعلوم، وتوظيف التكنولوجيا.

كما أوصى المنتدى بأهمية تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم، لتحسين تجربةالطلبة، وتوفير محتوى تعليمي متميز يستند إلى المهارات والمعارف المعاصرة،والتعليم المدمج. بالإضافة الى تعزيز ودعم البحث العلمي في المدارس.

وأضاف المنتدى، لا بد من تعزيز التفكير الإبداعي والتحليلي لدى الطلبة، وتشجيعالطلاب على تطوير مهاراتهم التحليلية، علاوة على شمول المناهج التعليمية لمهاراتالتحليل والإبداع.

وأخيراً أوصى المنتدى بضرورة تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاصوالمجتمع المدني لتحقيق أهداف التعليم، وتوفير التمويل اللازم للتوسع في بناءالمدارس، وتوفير الموارد المطلوبة للعملية التعليمية.

التعليقات مغلقة.