صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الفخر والزهو والإعتزاز … ولكن دون تهديد لأمن الوطن

نعتز ونفتخر ونزهو جميعا بفلذات اكبادنا واشقائنا واحبائنا عندما بحظون بشرف التعيين او الإرتقاء في سلم الشرف والعزة والكبرياء في قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية… وشعور الأهل بالغبطة والسعادة بتخرج وترفيع ابنائهم الضباط، وكان لي الشرف ان اكون واحدا منهم، لا يعلوه او يوازيه شعور…

رغم ذلك، فإنه لا يجب ان تاخذنا نشوة الفرح والزهو والإعتزاز المحقة والمتوقعة والمبررة بأحبتنا، لنقوم برد فعل عفوي يساهم وعن غير قصد بتهديد الأمن الوطني… كنشر الإسم والصورة والرتبة العسكرية واسم السلاح الذي يعمل به ابناؤنا على كافة وسائل التواصل الاجتماعي… ونحن نعلم بان لدينا عدوا متربصا يسعى باقصى الجهد ليجد ثغرة يتسلل منها لوطننا ليطعنه في خاصرته وباية وسيلة…

قد يقول البعض بان عدونا يعلم كل شيء فلماذا كل هذا القلق غير المبرر…. وانا اقول ان هذا غير صحيح والقلق مبرر جدا… فقد يكون عدونا عالم بشيء ولكنه لا يعلم كل شيء… وكلما قلت الرتبة العسكرية، وهي الأهم في كثير من الاحيان، صعبت عليه المعرفة… وحتى لو كان يعلم الكثير، فلماذا نسهلها عليه اكثر… ولنا فيه في هذا المجال قدوة، وهو ليس بالقدوة في اي شيء، عندما يعرض صور قادته العسكريين على شاشات التلفزة ولكنه يموه وجوه كثير منهم، سواء الذين بحضرون الاجتماعات الداخلية أو في الميدان، ولا يسمح بظهور الا صور وجوه القادة الكبار المعروفين خارجيا وداخليا، ،ولكنه يخفي ويموه كل من تبقى من وجوه الحضور من الضباط ورتبهم وحتى الورق الذي امامهم او شاشات الحاسوب الصغيرة او الشاشات الكبيرة التي يستعرضونها امامهم …

على الرغم من شعورنا الوجداني العميق والصادق والنابع من القلب الى القلب بفرحة اهلنا وابنائنا.. فهي وقبل كل شيء فرحتنا وفرحة الوطن اجمع كما هي فرحتهم… الا ان هذا الأمر لا يمكن الاستمرار بالاستخفاف به مع كل وجبة ترفيعات سنة تلو الاخرى… حاولت التنبيه للموضوع في اكثر من مناسبة ترفيعات سابقة، ولكن دون ان يتغير اي شيء… لا بد لهذا الامر ان يتوقف… لا بد للوعي والحس الامني المجتمعي الجماعي بان يطغى ويتغلب على الشعور المحق بالنشوة والفرح… لا بد لهذا الامر ان يتوقف… فان لم يكن الوعي والدافع الداخلي كافيا، فلا بد من تفعيل القوانين المعنية لردع هكذا تصرفات حتى ولو كانت عفوية ومبررة… فامن الوطن يعلو فوق كل شيء واعتبار…

حفظ الله الاردن عزيزا وقويا ومنيعا… وحماه شعبا وارضا وقيادة…

التعليقات مغلقة.