صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الأردن والإمارات.. خط إغاثي لا ينقطع مع غزة

مع تصاعد العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وتزايد حرب الابادة بحق أهلها، تشتد آثار الحصار الخانق وحرب التجويع التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الغزيين في ظل انهيار البنى التحتية واغلاق المعابر وشبه الانقطاع للمساعدات الدولية في هكذا ظروف.
وبعيدا عن تفاصيل المجازر والقتل المجاني للمدنيين الفلسطينيين، تبدو معركة تقديم المساعدات والمعونات من اغذية وادوية وخيم ايواء ومياه ملحة بشكل كبير لتجنب ما هو أسوأ على الصعيد الانساني والصحي لهذا الشعب المكلوم.
ورغم حرب المزايدات والتضليل التي تمارسها بعض الجهات، فإن ما قدمته وتقدمه دول عربية من مساعدات واغاثات وحملات انسانية للأهل في غزة يجب ان يثمن، وان نشد على ايدي اصحابه للاستمرار في نحت الصخر وايصال المساعدات وبأكبر كميات ممكنة لغزة.
عراقيل وعقبات كثيرة تضعها اسرائيل امام توريد وايصال المساعدات والاغاثات، لكن ذلك لم يمنع دولا عربية من الحفر في الصخر، وتستغل وجود علاقات دبلوماسية مع اسرائيل لتوريد اكبر الكميات من المساعدات والحملات، بل وحتى المشاريع الانتاجية وتشغيلها لسد النقص الكبير في الخدمات والطعام والماء والادوية وحليب الاطفال والخيم وغيرها.
الأردن الذي يقف على رأس الموردين للاغاثات والمساعدات لغزة والذي لم تنقطع مساعداته رغم العراقيل الاسرائيلية، فتح الباب واسعا للعديد من الدول للتعاون لإيصال المساعدات عبر الهيئة الخيرية الهاشمية وعبر سلاح الجو الملكي الأردني بإنزالاته للمعونات للمناطق التي يصعب الوصول اليها تحديدا بشمال غزة.
الإمارات العربية المتحدة، تعاونت بقوة مع الأردن ومصر لإيصال كميات كبيرة من المساعدات، فضلا عن قيامها منفردة او بالتعاون مع جهات دولية وما تزال بتقديم آلاف الاطنان من المواد الاغاثية للشعب الفلسطيني الشقيق بغزة لمواجهة حرب الابادة والتجويع ضده.
الإمارات بادرت منذ وقوع ازمة الغذاء في غزة بعد اندلاع الحرب، لتوفير مادة الخبز لأكثر من مليون غزي بعد تدمير اغلب المخابز وتعذر دخول الوقود ودمار مخازن الدقيق، فعملت منذ شباط الماضي لإرسال 5 مخابز آلية ضمن عملية “الفارس الشهم 3″، وعملت على تشغيلها واعادة تشغيل 3 مخابز اخرى بنيسان.
البداية كانت في منتصف شهر شباط الماضي؛ حيث قامت الإمارات بإرسال 5 مخابز آلية إلى مدينة العريش المصرية تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، وذلك ضمن «عملية الفارس الشهم 3» الإماراتية الإنسانية لدعم أهالي غزة.
وسعت الامارات بمبادرتها هذه، وهي حريصة على استمرارها حتى اليوم، لسد النقص بتدمير اغلب المخابز ولمواجهة النقص الحاد بالخبز، حيث تبلغ الطاقة الانتاجية الحالية لكل مخبز اماراتي 17 ألفا و500 رغيف في الساعة. واستطاعت مخابز الإمارات خلال 3 اشهر توفير اكثر من 3.6 مليون رغيف لأكثر من 1.2 مليون مستفيد.
وفي مطلع حزيران \ يوليو الماضي ارسلت الامارات بالتعاون مع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية شحنة مساعدات ضخمة محملة بنحو 1166 طنا من الامدادات الغذائية العاجلة والضرورية، وذلك بعد ان كانت قد ارسلت سفينة اخرى سابقة بالتعاون مع الولايات المتحدة وقبرص والامم المتحدة وغيرها وصلت الى ميناء اسدود قبل دخولها لقطاع غزة. كما كانت الإمارات سيرت رحلات لـ283 طائرة اغاثية تحمل الواحدة 90 طنا من المساعدات المختلفة الى مطار العريش المصري لإدخالها لغزة. ناهيك عن عدد من سفن الشحن الكبيرة ومئات الشاحنات.
وبالتعاون مع الأردن وسلاح الجو قامت 103 طائرات شحن إماراتية بإسقاط المساعدات جواً على غزة “طيور الخير”،  
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت مبادرة “الفارس الشهم 3” تشرين الثاني \ نوفمبر الماضي بقيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، بالتعاون باقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في الإمارات، بهدف تقديم الدعم الإغاثي العاجل للشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع.
المطلوب اليوم من الأردن والإمارات ومصر وكل الدول الشقيقة والصديقة تكثيف الجهود الاغاثية للشعب الفلسطيني لمواجهة شبح المجاعة الذي بات يخيم على رؤوس الغزيين.

التعليقات مغلقة.