صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الدولة الأردنية حائرة وتنتظر ما يجري في الإقليم

رغم حالة عدم الإستقرار السياسي الإقليمي وخطورة الصراعات الإقليمية وحالة عدم اليقين التي تجري في الإقليم والعالم ، تعيش الدولة الأردنية حاليا في حالة حيرة وفترة انتظار وترقب لما سيحدث من تطورات إقليمية ودولية. وتستعد الدولة الأردنية بكل أجهزتها الرسمية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني لإجراء إنتخابات نيابية قريبا وفقا لمنظومة التحديث السياسي الجديدة ، وتنشط هذه الأيام بإتجاه تنشيط الفعاليات الشعبية والحزبية والنقابية والأكاديمية والعشائرية والأندية والمتقاعدين العسكريين والمسؤولين السابقين في كل محافظات المملكة للمشاركة الفعالة في الانتخابات لزيادة نسبة المشاركة السياسية ، لكي تعكس حجم الإلتفاف حول النظام السياسي لمواجهة ما يخطط للأردن في الإقليم على ضوء نتائج ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية واحتمالات تصعيد الصراع الإقليمي (إيران ومحورها من جهة وإسرائيل والغرب من جهة أخرى).
تدفع غريزة البقاء والحفاظ على كيان وهوية الدولة النظام السياسي للعودة للداخل لتمتين وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة الإستحقاقات القادمة ،علما بأن التهديد الحقيقي لكيان الدولة هو تهديد خارجي فقط ومرتبط بالمشروع الصهيوني(اليميني والديني المتطرف) المدعوم بالمطلق أمريكيا وغربيا،وهذا المشروع يسابق الزمن لحسم الصراع مع الفلسطينيين وحله على حساب الأردن .
ويرتبط الأردن بعلاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة والغرب للحفاظ على مصالحه وكيانه،وينتظر نتائج الإنتخابات الأمريكية ويتمنى فوز الحزب الديمقراطي،علما بأن الأحداث في غزة أكدت بأنه لا فرق بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري فيما يتعلق بالدعم المطلق لإسرائيل ومشاريعها العدوانية في المنطقة .
عربيا أصبح ظهر الأردن مكشوفا ولا يوجد سند عربي يمكن المراهنة عليه ، فالأوضاع العربية في أسوأ حالاتها ،وهناك أزمة ثقة بين الأنظمة العربية ، كما أصبح عمق الأردن السابق (العراق وسوريا ) في محور معادي للأردن ، وأما أولويات باقي الأنظمة العربية فهي مختلفة عن أولوية الأردن . أولوية الأردن هو الملف الفلسطيني الذي يرتبط أمنه الوطني ومستقبل الدولة الأردنية بهذا الملف ،بينما أولوية الكثير من الدول العربية هو الملف الإيراني وليس الملف الفلسطيني ،وتتمنى هذه الدول عودة ترامب للرئاسة لاستكمال التطبيع مع إسرائيل وتشكيل حلف مع إسرائيل لمواجهة التهديد الإيراني .
وفي ظل هذه الأوضاع الٌإقليمية المعقدة يواجه الأردن هذه التحديات ، وحيدا ومكشوفا من الناحية الإقليمية ، وتضيق الخيارات أمام الدبلوماسية الأردنية، التي تعتمد على الشرعية الدولية والقانون الدولي، مع وجود دعم أمريكي وغربي مطلق لإسرائيل وعدم مراعاة للقرارات الدولية والقانون الدولي . وبالتالي لم يتبق خيارات للأردن للخروج بأقل الخسائر مما هو قادم سوى تمتين الجبهة الداخلية ، وترتيب الأوضاع الداخلية على نار هادئة ، حيث يقود جلالة الملك عملية إصلاح وتحديث شاملة ثلاثية الأبعاد(سياسية واقتصادية وإدارية)،والتي نأمل من الله أن تحقق أهدافها في ظل صعوبات وتعقيدات اقتصادية واجتماعية، وكذلك في ظل عدم نجاح مؤسسات الدولة المختلفة بإقناع الناس بجدوى المشاركة والانخراط في العملية السياسية،لأسباب مرتبطة بالاحباط وعدم الثقة بالعملية السياسية ، وأسباب أخرى رئيسية مرتبطة بالوضع الاقتصادي الصعب ( الوظيفة والخبز قبل الديمقراطية) .
وحمى الله الأردن قيادة وشعبا

 

التعليقات مغلقة.