صحيفة الكترونية اردنية شاملة

أحداث الضفة الغربية والقدس الشريف تجعل الأردن في عين العاصفة

يقترب الخطر الصهيوني المباشر والحرائق من الحدود الأردنية بشكل متسارع، حيث المجال الحيوي للأمن القومي الأردني ،إذ صعّدت الحكومة الإسرائيلية اليمينية الدينية المتطرفة نشاطاتها العدوانية في الضفة الغربية والقدس الشريف ، ومحاولة نقل سيناريو قطاع غزة الى الضفة الغربية والتهديد بنقل وتهجير السكان ،وإعلان بن غفير نواياه ببناء كنيس داخل الحرم القدسي الشريف،والإقتحامات المتواصلة لساحات المسجد الأقصى،وتسليح المستوطنين وإعتداءتهم على المدن والقرى الفلسطينية وحرق المنازل وتدمير ممتلكاتهم والبنية التحتية وسياسة الإغتيالات.
ما يجري في الضفة الغربية والقدس الشريف مسألة حياة أو موت بالنسبة للأردن وأمنه القومي ومستقبل كيانه ، في ظل إدراك الأردن لأهداف المشروع الصهيوني الرافض لفكرة حل الدولتين ومساعية لإستكمال السيطرة على الضفة الغربية وفرض السيادة كاملة على القدس الشريف،وترحيل سكان الضفة الى الأردن كوطن بديل للفلسطينين من وجهة نظر هذه الحكومة اليمينية الدينية المتطرفة والمدعومة من الغرب بشكل مطلق .
والحقيقة ان الإنسان العربي والمسلم أصبح يشعر بأن الحروب الصليبية لم تنته بعد ولا تزال مستمرة ضد هذه الأمة بالتحالف مع الحركة الصهيونية، فالصراع على الضفة الغربية (يهودا والسامرا) والقدس الشريف صراع ديني عقائدي ، ولم يكن مفاجئا حجم الدعم المطلق المباشر وغير المباشر من العالم الغربي(المسيحي ) وخاصة الولايات المتحدة للكيان الصهيوني وعدوانه على قطاع غزة،لأن هناك تحالفا بين المسيحيين الإنجيليين المتصهينين (طائفة تفرعت عن المسيحية البروتستانتية ويشكلون نحو ربع سكان الولايات المتحدة ) مع إسرائيل والحركة الصهيونية فكريا ودينيا وسياسيا، إذ يؤمن هؤلاء بالولادة الثانية (ولادة الروح) للسيد المسيح عليه السلام ، وبأن هناك شروطا مسبقة للتعجيل بعودة المسيح وهي : قيام دولة إسرائيل وتجميع يهود العالم فيها ، وقوع المعركة الفاصلة الكبرى (هرمجيدون) بين قوى الخير (المسيحيين الانجليين واليهود) وبين قوى الشر (العرب والمسلمين) ،وهدم وتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل اليهودي مكانه .
وبضغط من هؤلاء المسيحيين الانجيليين إعترف الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة حاليا دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها.ومنذ ذلك تحاول إسرائيل المساس بالوضع التاریخي والقانوني القائم في الضفة الغربية والمدینة المقدسة، وتسابق الزمن لفرض واقع جدید يحول دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة .
وعلى ضوء الوضع العربي المزري لا يستطيع الأردن لوحده الوقوف في وجه المشروع الصهيوني المدعوم غربيا ،ولم يتبق له سوى الخيار الدبلوماسي من خلال الجهود الدبلوماسية والسياسية مع دول العالم وخاصة الولايات المتحدة للضغط على اسرائيل.لكن إذا عاد ترامب للرئاسة سيكون وضع الأردن أصعب .
ورغم كل القنوط والإحباط الذي تعيشه الأمة ، إنعكاسا لهذا الواقع المزري ولتكالب أمم الأرض علينا ، إلا أن هناك فسحة أمل بدأت تظهر من خلال صمود الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة ، الذي يواصل تقديم التضحيات والوقوف في وجه المشروع الصهيوني ، نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية ، كما أن ثقتنا بالله كبيرة وأن وعد الله بنصر هذه الأمة سيتحقق قريبا بإذن الله.

اللهم فرج كرب هذه الأمة التائهة وهيئ الظروف لإسترداد كرامتها المهدورة بين أمم الأرض.

التعليقات مغلقة.