صحيفة الكترونية اردنية شاملة

انفجارات البيجر في لبنان

في اختراق أمني غير مسبوق هزت انفجارات مناطق جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت نتيجة انفجار أجهزة اتصال لاسلكي (البيجر) وذلك بحسب تصريحات وزير الصحة اللبناني حيث أسفر عن تلك الانفجارات مقتل حوالي 8 أشخاص وإصابة نحو 3 آلاف آخرين. أما بالنسبة لنظام البيجر فهو عبارة عن شبكة تعمل على تردد وحزمة راديوية ضيقة تتكون من محطات إرسال تغطي مناطق الاهتمام وأجهزة استقبال طرفية صغيرة نوعا ما. ويعتمد هذا النظام في عمله على إرسال رسائل نصية قصيرة إلى الأجهزة الطرفية التي تستخدم في قطاعات خدمية مختلفة، كما أن أجهزة البيجر لا تحتاج إلى طاقة تشغيلية كبيرة كونها لا تقوم على تنزيل بيانات ضخمة وإنما رسائل نصية فقط كما ذكرنا.
وقبل انتشار الهواتف المحمولة كان البيجر وسيلة شائعة للتواصل، خاصة بين العاملين في المناوبات الليلية كالأطباء وموظفي خدمات الطوارئ، كما استخدم أيضا في المجالات العسكرية والأمنية. وقد تم تطوير هذا النظام في ستينيات القرن الماضي، وفي الأردن انتشر بشكل أوسع في التسعينيات. 
 وبحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر لبنانية أن أجهزة الاتصال اللاسلكي التي انفجرت هي «أحدث طراز» جلبه حزب الله خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أكدت على ذلك صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مصادر قريبة من حزب الله أن الأجهزة المستهدفة كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها الحزب مؤخرا.
لقد تضاربت التفسيرات حول سبب انفجارات تلك الأجهزة في لبنان، فمنهم من عزا ذلك إلى أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت ضمن شحنة جديدة ومزودة ببطاريات ليثيوم ويبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد. وآخرون ذكروا نقلا عن شركة لوبك إنترناشيونال الأمنية إن سبب انفجار أجهزة الاتصال في لبنان هو برمجيات خبيثة، مضيفة أن تلك البرمجيات رفعت حرارة البطاريات، مما أدى إلى انفجارها.
إلا أنه من غير المقنع ربط سبب انفجارات أجهزة البيجر بارتفاع حرارة بطاريات الليثيوم المزودة في تلك الأجهزة نتيجة التسخين الزائد وذلك كون عدد الأجهزة التي انفجرت تزامنياً كبير جدا كما شمل نطاقا جغرافيا واسعا حيث وصل لنفق بالعاصمة السورية دمشق لعدة أشخاص يعتقد أنهم كانوا يحملون نفس أجهزة البيجر المستخدمة في انفجارات البيجر في لبنان، أما بالنسبة للفرضية الثانية والتي تعزي سبب الانفجارات إلى استخدام برمجيات خبيثة يعتقد أن استخدامها في تلك الأجهزة رفعت حرارة البطاريات ثم انفجارها هي كذلك فرضية غير صحيحة، وذلك لكون تنزيل مثل تلك البرمجيات الخبيثة يحتاج إلى حزمة ترددية واسعة تصلح فقط على الهواتف المحمولة، أما نظام البيجر فهو يعمل على حزمة ترددية ضيقة.
وبرأيي ومن وجهة نظر فنية في هذا الموضوع، فإن الأجهزة قد تعرضت لزرع عبوات صغيرة من المتفجرات في مرحلة ما خلال سلسلة التوريد، حيث تبث رسالة (Broadcast message) عبر تلك المجموعة من الأجهزة المستهدفة بحيث تعمل تلك الرسالة على تفعيل تلك العبوات ثم تفجيرها.

التعليقات مغلقة.