صحيفة الكترونية اردنية شاملة

هل يرتقي الرئيس حسان لحجم الطموحات؟!

لن تكون مهمة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وحكومته الجديدة سهلة أو عادية، في ظل تراكم تحديات اقتصادية واجتماعية عديدة، فالمرحلة المقبلة صعبة في ظل ارتفاع عبء الدين العام وتزايده وإلحاح مشكلتي البطالة والفقر على عصب المواطن والدولة الأردنية، ناهيك عن وجود تحدي إنجاح رؤية التحديث الاقتصادي وخريطة طريق تحديث القطاع العام، والالتزام الجدي بتنفيذها.
جلالة الملك عبد الله الثاني والمواطن، اليوم، يراهنان على نجاح رؤية التحديث الاقتصادي والمشاريع المنبثقة عنها وخريطة طريق تحديث القطاع العام، اللتين تم الوصول إليهما عبر توافقات وطنية واسعة وورش متخصصة خططت للمستقبل بتوجيه ومتابعة والتزام من جلالة الملك، فيما يحرص جلالته على أن يلمس المواطن النتائج الإيجابية سريعا بالرغم من كل التحديات الإقليمية حولنا.
الرهان اليوم على رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وحكومته كبير، في تحقيق الإنجازات الملموسة، وتوجيهات جلالة الملك وتحقيق طموحات المواطن الأردني والتحسن الاقتصادي.
حسان لم يأت من خارج دائرة صنع القرار ومطبخه، فقد تولى منصب مدير مكتب جلالة الملك عبد الله الثاني لمرتين منفصلتين؛ أي أنه يعلم ما يفكر فيه سيد البلاد، الذي يهمه أن يشعر المواطن بالتحسن رغم التحديات الإقليمية التي تحيط بالبلاد والعباد.
كذلك، فإن الرئيس حسان يعرف دهاليز السياسة الأردنية وتحدياتها، وكيف تدار الأمور وأهمية الملف الاقتصادي وما يطمح إليه جلالة الملك؛ حيث كان الأقرب إلى جلالته وتفكيره وجهوده على مدى سنوات طويلة.
وحكومة حسان جاء تشكيلها مع انتهاء موسم الانتخابات النيابية وتشكل مجلس جديد، فيه من الطاقات والمعارضة والحيوية الكثير، ما سيشكل ضغطا آخر على الحكومة والرئيس للإنجاز الحقيقي وتحمل مسؤولية كبيرة. ومن المعروف عن الرجل بأنه مجتهد ومثابر وجدي في العمل، ونتوقع منه أن يبذل اللازم للارتقاء لطموحات الملك ومطالب المواطنين بتحسن حياتهم.
وهنا، لا بد من الإشارة أيضا إلى أن جهد الرئيس حسان لن يكفيه، حتى وإن أغرق وقته بمتابعة الشؤون كافة، فهو يحتاج لفريق ناجح وإدارة ناجحة وملهمة وأيضا قادرة على المحاسبة والتقييم. وعليه أيضا أن يفكر بأساليب غير تقليدية في إدارة العديد من الملفات، خصوصا الملف الاقتصادي، وعليه ألا يكون مترددا فيها، وأن يحرص على الإنجاز، فمن رحم الصعاب يولد الأمل.
لقد شهد رئيس الوزراء حسان جلسات كثيرة صنع بها القرارات والسياسات العامة، وسمع من جلالته ما يطمح إليه المواطنون وتوجيهاته، وتابع إخفاقات بعض الحكومات أو وزراء في بعض الملفات، مما يضعه تحت مسؤوليات عظام.
أمام حكومة الدكتور حسان مهمة التركيز على الشأن الاقتصادي، فهو يعلم جيدا ما تعنيه التحديات من المديونية العامة إلى البطالة وغيرها من الشؤون، ومن المفترض أنه يعلم مدى الإنجاز في رؤية التحديث الاقتصادي وواقعه، وأين توجد ثغرات وعراقيل، يمكن التغلب عليها بالإرادة والتصميم وحسن التخطيط.
من يعرف الرجل عن قرب يعرف أن حسان لديه تصورات وخطط يمكن أن تساعد بالنهوض بالاقتصاد الوطني من دون اللجوء إلى الأدوات القديمة وتحقق إنجازات بوقت سريع، بحيث يشعر بها المواطنون حتى لو لاقت في البداية بعض المجابهات، فالرجل يجيد التفكير خارج الصندوق التقليدي ويؤمن بالتقييم والمحاسبة وضمن جداول زمنية محددة.
لذلك، كانت تصريحاته وكلماته في الخلوة الحكومية قبل أيام واضحة، وهو يخاطب الوزراء والجهاز التنفيذي في الحكومة بالقول: “لن أترك أحداً من دون دعم أو مساعدة لتمكينه من النجاح في هذه العملية، وهذا وعد مني”.. لكن “من لا توجد لديه قناعة ببرامج الرؤية ومشاريعها، فلا يجب أن يكون من ضمن الفريق التنفيذي لها”.
وشدد على أن أمامنا ثلاثة أمور أساسية حتى يستطيع الأردن التقدم وتحقيق النجاح في برامج التحديث، وهي: الإرادة والإدارة والتنفيذ.
فهل ينجح الرئيس وحكومته الجديدة في تطبيق هذه المعادلة الثلاثية الذهبية: الإرادة والإدارة والتنفيذ؟! نأمل ذلك.

التعليقات مغلقة.