صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حرب المنطقة حرب غاز

كتب وزير طاقة أميركي أسبق، وهو جون هارنجتون (1985-1989) بعد العدوان الأميركي على العراق، بأن حكومة بلاده تريد بناء قواعد لها في المنطقة تكون قريبة من منابع النفط، ويقصد بذلك العراق نفسها ومحيط بحر قزوين الغني بالنفط والغاز. أكد حينها، أن الحروب التي تخوضها أميركا دافعها الأساسي السيطرة على منابع الطاقة والتحكم في مصادر الطاقة العالمية، لضمان زيادة الإنتاج وخفض الأسعار لتستفيد من تقليل تكلفة النفط التي تعد الولايات المتحدة أكبر مستهلك له في العالم.

الحرب الإسرائيلية على غزة كان مخطط لها، لكن يبدو أن هجوم حماس سرَّعَ من وتيرتها، على وقع فشل اتفاقات برعاية أميركية لتقسيم منافع الغاز قبالة شواطئ غزة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وغزة من ضمنها، ودولة الإحتلال.

واليوم، اسرائيل تخوض حرباً ضد لبنان، المسألة ليست حزب الله، الموضوع يتعلق بالغاز الذي يتوفر بكميات كبيرة في منطقة السواحل الشرقية والجنوبية للبحر المتوسط والتي تتجاوز 2.5 تريلون قدم مكعب.

هذه الحرب، وما يتصل بها من مجازر واعتداءات وإبادة جماعية ارتكبتها سلطات الاحتلال بحق الأهل في قطاع غزة وامتدادها إلى عموم الضفة الغربية وصولا إلى الأراضي اللبنانية في الجنوب، تدور رحاها في ظل صمت غربي، أميركي وأوروبي، إلا من أصوات تعلو أحيانا لحفظ ماء الوجه إنسانيا، لأن ما تفعله إسرائيل يخدم المصالح الاقتصادية الغربية لضمان: أولا استثمار الشركات الأميركية في استخراج الغاز والنفط واقصاء الشركات الروسية، وثانيا استمرار تدفق الغاز لهذه الدول، والذي يتجاوز الاحتياطي الأولي فيه في كل المنطقة نحو 4 تريليونات قدم مكعب، بعد أن لاقت تهديدا وجوديا بإنقطاع تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا مع اندلاع الحرب الروسية.

تاريخيا، زرع اسرائيل في هذه المنطقة من قبل القوى الغربية، كان هدفه التخلص من اليهود الذين شكل وجودهم ضغطا على المجتمعات الغربية، وأداة لتحقيق وحماية مكاسبها في المنطقة.

واليوم اسرائيل تقوم بالدور لتحمي مصالحها أولا، وثانيا تحمي مصالح الدول الأوروبية والأميركية ولتصبح أهم لاعب في سوق الطاقة العالمية والتحكم في منابعه، واستخدامه اداة ضغط مثلما تستخدم غيرها من الأدوات لتحقيق مكاسب من الولايات المتحدة واوروبا.

التعليقات مغلقة.