صحيفة الكترونية اردنية شاملة

شراكة أردنية إماراتية

الأردن الشريك التجاري الثالث عربياً لدولة الإمارات. في سياق الدعم الاستثماري، تؤدي الإمارات دوراً رئيساً في تمويل عدد من المشاريع التنموية الكبرى في الأردن، وذلك من خلال صندوق أبوظبي للتنمية، والذي ساهم بشكل كبير في تمويل مجموعة من المشاريع التي تمس قطاعات حيوية، كمشروع توليد الطاقة الشمسية في منطقة القويرة ومشروع ميناء الغاز البترولي المسال وإنشاء وتوسعة الطرق، بالإضافة إلى مشروع إنشاء منشآت لتخزين المشتقات النفطية.

العلاقات الأردنية الإماراتية ليست مجرد علاقات أخوية عابرة أو تبادل مجاملات دبلوماسية، بل هي تحالف إستراتيجي راسخ ينبع من علاقات أخوية متجذرة، حيث أثبتت الإمارات مرارًا وتكرارًا أنها لا تكتفي بالكلمات عندما يتعلق الأمر بدعم الأردن، بل تترجم هذا الدعم إلى أفعال ومشاريع ضخمة تمتد آثارها لعقود. العلاقات الأردنية الإماراتية تمثل نموذجاً للتعاون الإستراتيجي في المنطقة، حيث تمتد هذه العلاقة إلى عقود من الزمن، وتتجلى في مجالات متعددة، خاصةً في الجانب الاقتصادي، والأردن شهد دعماً إماراتياً ملموساً، سواء من خلال الاستثمارات المباشرة أو المساعدات التنموية التي تركز على القطاعات الحيوية. الإمارات إحدى أكبر المستثمرين في الأردن، حيث تشير الأرقام إلى أن الإمارات تحتل المرتبة الثانية عربياً والخامسة عالمياً كشريك تجاري للأردن، وخلال الفترة من 2019 إلى 2023، بلغ متوسط حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 1.5 مليار دولار سنوياً، ووصل إلى ذروته في عام 2022 بحجم 2.4 مليار دولار. وهذا النمو اللافت يعكس مدى التكامل الاقتصادي بين البلدين، حيث شهدت التجارة البينية غير النفطية نمواً بنسبة 118 % خلال الفترة نفسها، مما عزز حصة الأردن من التجارة الخارجية الإماراتية لتصل إلى 8 %، وهو ما يجعل الأردن الشريك التجاري الثالث عربياً لدولة الإمارات. في سياق الدعم الاستثماري، تؤدي الإمارات دوراً رئيساً في تمويل عدد من المشاريع التنموية الكبرى في الأردن، وذلك من خلال صندوق أبوظبي للتنمية، والذي ساهم بشكل كبير في تمويل مجموعة من المشاريع التي تمس قطاعات حيوية، كمشروع توليد الطاقة الشمسية في منطقة القويرة ومشروع ميناء الغاز البترولي المسال وإنشاء وتوسعة الطرق، بالإضافة إلى مشروع إنشاء منشآت لتخزين المشتقات النفطية. وفي المجال الصحي، كان للإمارات دور بارز في توسعة مستشفى الحسين للسرطان وتطوير مركز الأورام في مستشفى الملكة علياء العسكري، كما تم تنفيذ مشروع ممر عمان التنموي، ومشاريع أخرى مثل توسعة الصوامع وتطوير الجامعات الرئيسة، إذ إن هذه الأرقام توضح مدى التأثير الكبير للاستثمارات الإماراتية في دعم القطاعات الحيوية بالأردن. علاوة على ذلك، تواصل الإمارات تنفيذ مشاريع جديدة ومخططة في الأردن، منها مشروع إنشاء وتجهيز مستشفى الأمير هاشم العسكري في محافظة الزرقاء ومشروع إنشاء وتجهيز عيادات طب الاختصاص ومركز الطب النووي في مدينة الحسين الطبية، كذلك، هناك مشاريع بنى تحتية قيد التنفيذ مثل شبكة أنابيب الغاز لربط المدن الصناعية بخط الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى مشاريع التعليم المبكر. هذه الأرقام والحقائق تؤكد أن العلاقات الاقتصادية بين الأردن والإمارات ليست مجرد مبادرات دبلوماسية، بل هي شراكة اقتصادية حقيقية، فالإمارات من خلال استثماراتها في الأردن تعمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادي الأردني، وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة. ومن الجانب الأردني، يعتبر هذا الدعم الإماراتي جزءاً أساسياً من إستراتيجيته لتعزيز الاقتصاد وتحقيق النمو، ويدعم الحكومة الأردنية لتطوير سياسات اقتصادية وطنية لتحقيق استقلالية أكبر وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي.

التعليقات مغلقة.