صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المبادرات الهاشمية الرمضانية.. خير لا ينقطع في القدس الشريف

في شهر رمضان المبارك، تتجلى المبادرات الهاشمية في القدس الشريف لترسم مشهداً مضيئاً من العطاء والخير متجذرا بالوصاية الهاشمية التي تقوم على دعم المملكة في رعاية القدس ومقدساتها
وللتخفيف من وطأة التضييقات التي يفرضها الاحتلال، ما يعزز مناخ الطمأنينة والسكينة في شهر يشهد تدفق المصلين إلى المسجد الأقصى.

متحدثون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أكدوا أن العطاء الهاشمي في القدس ليس وليد اليوم بل موروث تاريخي بدأ مع الشريف الحسين بن علي، مروراً بالملوك الهاشميين الذين لم يتوانوا يوماً عن نصرة القدس وفلسطين، واليوم تتواصل هذه المسيرة تحت قيادة ملكية حكيمة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يطلق مشاريع ومبادرات تدعم القدس، خاصة خلال الشهر الكريم، لتظل القدس شامخة بمقدساتها وبأهلها الصامدين.

ولفتوا إلى أن المبادرات الهاشمية الرمضانية تجسد إرادة صلبة وإيماناً راسخاً بأهمية الحفاظ على هوية القدس ومكانتها المقدسة، تأكيدا لدور الأردن المحوري كحامٍ وحارس للسلام في هذه البقعة العتيقة العريقة.

أمين عام وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالله العقيل قال: يبلغ عدد مساجد القدس 115 مسجدا، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، فيما يبلغ عدد مراكز تحفيظ القرآن نحو 15 مركزاً منها أربعة مراكز في المسجد الأقصى المبارك وغالبية مدراء المراكز تابعين للأوقاف.

وأضاف: يعمل في دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك أكثر من 700 موظف مقدسي ومقدسية يبلغ عدد أفراد أسرهم أكثر من 3000 فرد، يعملون تحت مظلة وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في عمان، ويتقاضون رواتبهم منها، ويحظون بعلاوات خاصة من جلالة الملك عبد الله الثاني لدعم صمودهم وتثبيتهم في المدينة المقدسة وخدمة المسجد الأقصى المبارك.

و أوضح العقيل أن غالبية أهل القدس هم من المرابطين سواء في المسجد الأقصى وما حوله، لافتا إلى أن عدد المصلين يوميا في هذا الشهر الفضيل يزيد على 100 ألف مصل يزداد العدد ربما للضعف في أيام الجمع.
وقال، إن عدد المستفيدين من وقفية المصطفى لختمة القرآن الكريم يتجاوز 250 والأعداد في تزايد.

أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كعنان، قال: إن رعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومساندة ودعم أهلنا تمثل واجباً أردنياً مستمراً، انطلاقاً من الدور التاريخي الأردني وتجسيداً للوصاية الهاشمية التاريخية، وتزداد هذه الجهود وتتكاثف تجاه القدس ومقدساتها، في هذا الشهر الكريم.

وأضاف:”نظراً لروحانيات هذا الشهر وما يمارس خلاله قصداً من قبل الاحتلال الإسرائيلي من التضييق والعدوان الوحشي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً، تنطلق الكثير من المبادرات على صعيد رعاية وصيانة وإعمار المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك من خلال فرشه وتجهيزه بكل ما يلزم، إضافة إلى موائد الإفطار للمصلين”.

وأشار إلى أنه في قراءة لبعض محطات العطاء الهاشمي تجاه القدس وهي محطات كثيرة، نستذكر منها تمسك الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه بكامل حدود الدولة العربية بما فيها فلسطين والقدس وعدم قبول التنازل عن أي شبر منها وعلى خطاه كانت مسيرة الملك عبدالله الأول شهيد القدس وموحد الضفتين.
كما حرص الملك طلال بن عبدالله طيب الله ثراه على النهج الهاشمي المتواصل في الدفاع عن فلسطين أهلها وأرضها ومقدساتها والذي زار المدينة المقدسة في 10 رمضان 1361هـ لتفقد أوضاعها ومصالح أهلها بالتزامن مع قرار زيادة بعض المواد التموينية المرسلة للقرى بمناسبة شهر رمضان.

وعلى خطاه كانت سياسة ونهج جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والمتمثلة بدعم أهل فلسطين والقدس ورعاية وإعمار المقدسات طيلة أربعة عقود، بما في ذلك مبادرات وفعاليات متعددة خلال شهر رمضان المبارك.

وتستمر المسيرة الهاشمية الراسخة والثابتة في الدفاع عن فلسطين والقدس من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ولفت كنعان إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني أنعم على عدد من المؤسسات العاملة في القدس بالأوسمة، ففي رمضان عام 2018م سلم جلالته لمديرية أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، ويتم خلال شهر رمضان إطلاق العديد من المبادرات والوقفيات التي أطلقها جلالة الملك في القدس منذ عقود، ومنها وقفية الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي عام 2012م، ووقفية (المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك) عام 2022م، ولأهمية هذه الوقفيات، يتم تنظيم فعاليات رمضانية منها المجالس العلمية الهاشمية، التي تعقدها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية كل عام خلال شهر رمضان المبارك، والتي جاءت عام 2023م بعنوان”وقفيات جلالة الملك عبدالله الثاني للكراسي العلمية، وبالطبع منها كرسي الغزالي في القدس.

وعلى صعيد المبادرات التي تقوم بها المؤسسات الأهلية الأردنية في القدس خلال شهر رمضان، أكد كنعان أنها ترسخ وتجسد معنى وأمانة الدور الأردني والوصاية الهاشمية تجاه القدس ومقدساتها، ومن ذلك مبادرة (نسائم الريان) التي أطلقتها النقابات المهنية الأردنية عام 2008 لتوفير وجبات إفطار رمضانية في المسجد الأقصى، وهناك مبادرة لجنة زكاة المناصرة الأردنية الإسلامية للشعب الفلسطيني مثل (مبادرة مشروع إفطار الصائم) في ساحات المسجد الأقصى المبارك والمستمرة حتى اليوم.

وقال مدير دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد عزام الخطيب، إنه بتوجيهات مباشرة من صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس جلالة الملك عبدالله الثاني أعدت الدائرة جميع الترتيبات والبرامج لاستقبال شهر رمضان الفضيل للعام 1446هـ، واستقبال المصلين وضيوف الرحمن المتوقع قدومهم إلى المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف من مختلف المناطق الفلسطينية، ومن كافة الدول الإسلامية، للاعتكاف في المسجد والتعبد في جنباته.

وأشار الخطيب إلى أن الدائرة استهلت تجهيزاتها بعمل الصيانة اللازمة لجميع مرافق المسجد الأقصى المبارك، وأبرزها المباشرة بتنفيذ مشروع تجديد نظام الصوتيات في المسجد الأقصى المبارك وتركيب نظام صوتيات جديد، ووضع البرامج الدينية للمصلين في المسجد خلال الشهر الفضيل، وبرنامج الخطابة والإمامة وتلاوة القرآن الكريم وبرنامج دروس العلم الشرعي، وإعداد برامج دينية لإحياء ليلة القدر والتعاقد مع شركة خاصة لنظافة المسجد الأقصى وإعداد وتقديم وجبات الإفطار الساخنة لجميع المصلين يومياً داخل المسجد الأقصى المبارك.
كما أشار الى قيام تكية خاصكي سلطان التابعة للأوقاف الإسلامية، والتي تقع على بعد أمتار من المسجد الأقصى المبارك، بإعداد وتوزيع وجبات الإفطار الساخنة المتنوعة على 300 عائلة مقدسية من العائلات المحتاجة في البلدة القديمة ومحيطها بشكل يومي، إلى جانب إعداد وتوزيع وجبات الإفطار الساخنة على 100 حارس من حراس المسجد الأقصى المبارك طيلة شهر رمضان المبارك
وقال:”تعتبر وقفية (المصطفى لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك) والتي أسسها جلالة الملك عبدالله الثاني من أهم الوقفيات التي تعزز إعمار المسجد الأقصى المبارك بالمصلين وتواجدهم فيه طيلة الوقت وخاصة خلال شهر رمضان الفضيل”، مشيرا الى أن رؤية هذه الوقفية تقوم على إدامة ألف قارئ وقارئة للقرآن الكريم داخل المسجد الأقصى المبارك.

أستاذ في برنامج ماجستير دراسات القدس – جامعة القدس ومدير تحرير مجلة المقدسية الفصلية الصادرة عن الجامعة والمختصة بدراسات القدس الدكتور وليد سالم قال: تستند الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة، على مرتكزين: أولهما حماية القدس ومقدساتها والحفاظ على طابعها العربي، الإسلامي والمسيحي في مواجهة الأطماع الصهيونية المدعومة من القوى الاستعمارية وثانيهما يتمثل بالعمل الدؤو

التعليقات مغلقة.