صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حكم العسكر!

0

خرج الآف الليبيين الى الساحات في طرابلس وبنغازي ومدن اخرى تأييدا لمعركة الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد ارهاب الجماعات والميليشيات المتطرفة. كما انضم العديد من الضباط وقادة مختلف القوات الجوية والبرية والبحرية الى تحرك حفتر الذي يؤكد انه لا يقود انقلابا على الشرعية التي نزعت عن المؤتمر الوطني العام وعن الحكومة المؤقتة.
الموقف في ليبيا ضبابي فالمؤتمر باق والحكومة مستمرة والميليشيات المستهدفة تتحدى ولا يبدو ان احدا من الاطراف المتصارعة مستعد للتراجع. لكن يبقى ان اللواء حفتر يظهر على الساحة كرجل وطني يسعى الى تخليص بلاده من آفة الارهاب والميليشيات المسلحة التي عاثت فسادا واضعفت سلطة الدولة.
لم تفرز ثورة 17 فبراير قائدا قويا ورمزا وطنيا يجمع كلمة الليبيين، كما حدث في ثورة 25 يناير في مصر التي لم تنتج زعيما بعينه، وانما اتاحت الفرصة للاخوان المسلمين لتبوأ السلطة. في مصر ظهر الفريق (المشير لاحقا) عبد الفتاح السيسي كمخلص لمصر من حكم الاخوان بعد انقلاب 3 يوليو من العام الفائت. وها هو اليوم يستعد لتسلم منصب الرئيس بعد ان خلع بزته العسكرية ورشح نفسه للانتخابات تحت ضغط شعبي كبير.
تسأل المصريين عن سر شعبية السيسي فيقال ان مصر بحاجة الى رئيس قوي وان خلفيته العسكرية هي في صالحه، وان تحديات المستقبل تحتاج الى رجل يقف وراءه ملايين المصريين. هل يتكرر السيناريو المصري في ليبيا مع تزايد شعبية اللواء حفتر؟
امام حفتر مسؤولية كبرى وهو قد يدفع بالبلاد الى حرب أهلية اذا لم تنجح حملته العسكرية. هناك من يقول بأن على العكس من مصر لا يوجد جيش نظامي قوي في ليبيا وان حجم الميليشيات هناك اكبر بكثير من ما يواجهه السيسي في سيناء وغيرها. لا توجد دولة بالمعنى الحقيقي وهناك ميليشيات تابعة لمدن وقبائل لها مصالح وقد تتوحد مع بعضها في تصديها لحملة الكرامة.
على الصعيد الآخر ان نجح حفتر في معركته لتحرير ليبيا فانه سيظهر كزعيم جديد على الساحة السياسية، وهنا يكون السيناريو المصري قد تكرر ولو بشكل مختلف.
من الصعب تقبل فكرة ان يكون المخلص من الجيش بعد ثورات شعبية اسقطت انظمة متسلطة ، في الوقت الذي كان من المؤمل ان تفضي هذه الثورات الى حكم مدني تعددي ديمقراطي. اليوم يواجه اليمن تحديا مماثلا عبر مواجهة الجيش اليمني لارهاب القاعدة من جهة ولتمرد الحوثيين من جهة اخرى. وليس بعيدا ان تظهر شخصية عسكرية على الساحة اليمنية تقدم نفسها على انها المخلص للشعب اليمني.
المشير السيسي لم يعد المصريين بالديمقراطية بل قال انها قد تحتاج الى ربع قرن كي تنضج، ومع ذلم لم يعترض احد. الشعوب تريد الأمان والاستقرار اليوم اكثر من أي شيء آخر. واذا كان العسكر هم الحل فليكن!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.