صحيفة الكترونية اردنية شاملة

التعديل والتبديل

عند تشكيل كل حكومه يعطى الرئيس الوقت الكافي لاختيار أعضاء حكومته، يقابل المرشحين غير معروفين لديه يناقشهم ويحاورهم وإذا ما تحققت لديه القناعه بأحدهم يضمه لفريقه الوزاري دون معرفه سابقه به. وكان يسأل عنه كما لو كان يريد أن يزوجه ابنته.

بناءً على هذا الحال كان يطول آمد الحكومات ولم تكن تلجأ للتعديل إلا في أضيق الحالات. فكان التشكيل هو الأساس والتعديل هو الاستثناء.

ومع فرض الأسماء على الرئيس من هنا وهناك لم يترك للرئيس فرصه اختيار كامل فريقه الوزاري بكل حرية وهذا كان سببا في عدم الانسجام الحكومي ويسرع في موجبات التعديل.

وأضف إلى ذلك موضوع الخبرة التي يجب أن تتوفر في الشخص المختار وهل هو قادر على العطاء وأقناع كادره أن لديه مؤهلات إداريه وفنية وشخصية للقيام بالأعمال الموكوله إليه بأمانة.

التعليم مهم واللغة إلى حد ما مهمه والجامعة مهمة لكنها لوحدها ليست المقياس الذي يحدد نجاح الشخص من عدمه.

على كل رئيس وزراء مكلف أن يبحث عن أشخاص مؤهلين لا يعرفهم سيما وان ادواته واذرعه قادرة على الوصول إليهم. لا أن يتم توزير كل من التقاهم من خلال منصبه الأخير كما جرى في حكومات سابقة.

أن ما كان يسارع في التعديل هو تكرار الوجوه والأشخاص الذين تم منحهم فرصة المشاركة بحكومات سابقة وكان ادائهم متواضعا ولا يليق بهم إعادتهم مرة اخرى فالمجرب لا يجرب كما أشرت في مقالة سابقة.

كل ما نرجوه أن تأتي حكومات قادرة بالفعل على مواجهة الأحداث الجسام التي تمر بها أمتنا بشكل عام وبلدنا بشكل خاص. نريد حكومة تعيش بالميدان كما يريدها جلالة الملك ويطالبها باستمرار بالتواصل مع الناس في مواقعهم. وأكاد أزعم ان الرئيس هو الأكثر تواصلا مع الناس من بقية زملائه.

قياس الأداء للوزارة يجب أن لا يطول حتى نتمكن من الاستفادة الكاملة من كل تعديل تجرية الحكومة على فريقها الوزاري.

ندعوا الله بالتوفيق لهذه الحكومة وكل حكومة تتولى امرنا لما يحبه الله والقائد والناس و بما يرتضونه لنا

وفقنا الله وإياكم لما فيه كل الخير.

التعليقات مغلقة.