صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الملك: أرى بعيون شعبي القلق من تبعات الأزمات- صور

0

* الملك: حين أنظر في وجوه أبناء وبنات شعبي فإنني أرى القلق في عيونهم والإنهاك من تحمل تبعات الأزمات
* الملك: إنني أمثل شعبي الأردني، وأمنهم ورفاههم قمة أولوياتي، وأن الآن جاء الوقت المناسب والحاسم لكي يتخذ العالم موقفا جادا ومنصفاً تجاه الأردن
* الملك: يجب علينا أن نجيب على سؤال لماذا يجدر منح الأردن أهمية خاصة دون دول العالم الأخرى المحتاجة للدعم؟
* جلالته يقول إن الأزمة السورية تدخل عاما سادسا قاسيا، ويتواصل سفك الدماء والمعاناة الإنسانية بلا توقف
* الملك: لا توجد دولة نامية أخرى ساهمت أكثر من الأردن في حفظ الأمن العالمي

وجه جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر لندن للمانحين: “دعم سوريا والمنطقة”، الذي تستضيفه العاصمة البريطانية، اليوم الخميس، بمشاركة عدد من قادة العالم، وممثلي المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة جلالة الملك: بسم الله الرحمن الرحيم، السيد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، المستشارة أنجيلا ميريكل، رئيسة الوزراء إرنا سولبيرغ، الأمين العام بان كي مون، أتقدم بداية بجزيل الشكر للمملكة المتحدة ولشركائكم على استضافة هذا المؤتمر، الكويت وألمانيا والنرويج والأمم المتحدة بالطبع، وعلى قيادة هذا الجهد المهم.
رغم أننا نلتقي اليوم في هذا المؤتمر للمانحين تحت شعار “دعم سوريا والمنطقة”، إلا أنني على قناعة أن اجتماعنا يتجاوز في أهدافه قياس مستوى استعدادنا لتقديم المساعدة والدعم فقط.
ففي هذه المرحلة التاريخية المهمة، ونحن نواجه أشد الأزمات الإنسانية مأساوية، يأتي لقاؤنا الذي يعد اختبارا لعزيمتنا وقدرتنا على القيام بالعمل الصحيح.
تدخل الأزمة السورية عاما سادسا قاسيا، ويتواصل سفك الدماء والمعاناة الإنسانية بلا توقف. لقد اتخذت تداعيات الأزمة طابعا دوليا، لتشكل تحديا أمام التحالفات الاقتصادية والسياسية، ولتثير أسئلة حول أسس التعاون القائمة، ولتولد ضغوطا على القيم الاجتماعية التي تربط مجتمعنا الإنساني بأسره.
أصدقائي، إن الأساليب التقليدية لمعالجة الأزمات ما عادت، وبكل وضوح، ناجعة في مواجهة التحديات الخطيرة التي نواجهها. وعليه، فنحن بحاجة إلى عمل أوسع نطاقا وأكثر جرأة.
يتقدم الأردن وشركاؤه في العالم، اليوم، باقتراح نهج جديد يستجيب لأزمة طال أمدها، عبر اجتراح حلول مستدامة. وهذا النهج الشمولي، الذي نقترحه، يرتكز على الاستثمار وتحفيز النمو، وليس الاتكاء فقط على المساعدات والإغاثة. إنه نهج يعطي الأولوية لتمكين اللاجئين واعتمادهم على الذات، بدلا من الاتكال على المساعدات؛ نهج يجمعنا كشركاء: دولا وأقاليم وقطاعا خاصا ومؤسسات مالية دولية لبناء نموذج عمل فعال ومستدام.
وهنا، علينا أن نجيب على السؤال التالي: لماذا يجدر منح الأردن أهمية خاصة دون دول العالم الأخرى المحتاجة للدعم؟ الأردن ليس بلدا فقيرا يطلب الدعم، بل هو بلد معطاء، وكريم بسخاء. لكن لكم أن تتخيلوا لو أن الأردن تصرف بطريقة مغايرة، ولم يسمح للاجئين بدخول بلدنا على مدار العقود الماضية. ماذا سيكون أثر ذلك على المنطقة الآن، وعلى السلم والأمن العالميين؟ نعيش اليوم واقعا مفاده أن واحدا من كل خمسة أشخاص يعيشون في الأردن هو لاجئ سوري، وهو ما يوازي استيعاب المملكة المتحدة لسكان بلجيكا جميعا. إن استضافة اللاجئين السوريين تستنزف أكثر من ربع موازنة الأردن. وفي حين نجد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين يفوق حجم اقتصاديهما مجتمعين اقتصاد الأردن ألف ضعف تقريبا، يكافحان للتعامل مع قرابة مليون لاجئ، نجد بلدنا الصغير قد استوعب، ولوحده، 3ر1 مليون لاجئ تقريبا، ناهيك عن غيرهم ممّن لجأوا للمملكة هرباً من حروب الخليج، والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والنزاع في ليبيا واليمن وأزمات أخرى. ولنضيف إلى كل ذلك الأقليات المسيحية ممن لجأوا إلى الأردن هرباً من الاضطهاد.
لقد ضربت الموجة الأولى من اللاجئين السوريين الأردن في أعقاب الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والاضطرابات التي صاحبت الربيع العربي في المنطقة. وفي مواجهة كل هذه التحديات، قام الأردن، و كعهده دائما، بما هو صحيح.
إن ما نبديه من كرم تجاه ضيوفنا هو ترجمة لقيمنا الأردنية الأصيلة، فيما تعزى قدرتنا على الصمود إلى ما نتمتع به من منعة وقوة لتدارك الصعاب، وهو ما مكننا من حفظ بلادنا آمنة ومستقرة. وهذه القيم هي نفسها التي مكنت الأردن من الاستجابة لنداء الاستغاثة من جيراننا في محنتهم، وتلبية نداء المجتمع الدولي كذلك. وعليه، فقد انضم الأردن لدول أكبر وأكثر قدرة منا بكثير في جهود حفظ السلام وغيرها من المهمات الإنسانية.
وأكاد أجزم هنا أنه لا توجد دولة نامية أخرى ساهمت أكثر من الأردن في حفظ الأمن العالمي. فقد بدأت معركتنا ضد الإرهاب قبل أحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) بفترة طويلة، وهي مستمرة اليوم وبعزيمة لا تلين. إن مساهمتنا وتمسكنا بمبادئ السلام والاعتدال هي أمور ثابتة لا تتزعزع، وكذلك هو تصميمنا على الاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، فهو راسخ وعميق أيضاً. ونحن نؤمن بأهمية تمكين القطاع الخاص وتوسيع دوره. فمن خلال دعم الأعمال الريادية والاستثمارات، سنتمكن من إطلاق الفرص لمستقبل أفضل للأردنيين والأردنيات. إننا لا ندعي الكمال، ولكننا نبذل قصارى جهدنا لمواجهة ظروف في غاية التعقيد.
وفي هذه الأيام الصعبة، وحين أنظر في وجوه أبناء وبنات شعبي، فإنني أرى القلق في عيونهم والإنهاك من تحمل تبعات الأزمات. وعليه، أقول لكم جميعا: لقد وصلنا إلى حدود طاقتنا القصوى على التحمل. وبحديثي إليكم اليوم، فإنني أمثل شعبي الأردني، وأمنهم ورفاههم قمة أولوياتي. ولسوف يستمر بلدنا بفعل ما بوسعه لمساعدة المحتاجين، لكن ذلك لن يكون على حساب قوت شعبنا ورخائه.
وكما سبق وقال صديقي الرئيس (الأميركي السابق بيل كلينتون): “فإنه لا ينبغي أن يُعاقب الأردن لقيامه بما هو صحيح”. والآن جاء الوقت المناسب والحاسم لكي يتخذ العالم موقفا جادا ومنصفاً تجاه الأردن، موقفا يتجاوز مجرد تقديم العون الذي لا يكاد يفي باحتياجاتنا الأساسية، وبالكاد يمكننا من الاستمرار.
إنكم، وبدخولكم في هذه الشراكة مع الأردن وبدعمكم لجهود استجابتنا لأزمة اللاجئين، فأنتم لا تقومون فقط بتأمين المساعدة الضرورية للملايين، بل إنكم تساعدون بلدي على الاستمرار في القيام بما هو صحيح: وهو تحمل مسؤولية مهمة على مستوى الإقليم، نيابة عن العالم أجمع.
إن هذا الجهد يمثل استثمار البناء الأمل في منطقة بات الشعور فيها بالأمل أمرا نادرا. وعليه، يمكننا اليوم، ومن هذا المكان تحديداً، اتخاذ موقف سياسي يدعم الاستقرار في المنطقة، ويثبت إصرارنا وعزيمتنا على العمل معا.
أشكركم.
وكانت الكويت وبريطانيا وألمانيا والنرويج أعلنت عن انعقاد المؤتمر اثر ارتفاع حدة معاناة الشعب السوري، والقلق من تدني مستوى تقديم الدعم رغم نداءات الأمم المتحدة الإنسانية.

كما ويهدف المؤتمر إلى زيادة الدعم المقدم للدول المستضيفة للاجئين السوريين لتمكينها من تحمل أعباء أزمة اللجوء، فضلا عن سعي المؤتمر لإيجاد حلول تمويلية ميسرة طويلة الأمد من شأنها تلبية احتياجات هذه الدول، وفي مقدمتها الأردن، على المدى البعيد.

واعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم مبلغ 503 ملايين درهم (نحو 136 مليون دولار) للتخفيف من الأزمة الانسانية في سوريا.

وذكرت وكالة أنباء الامارات ان دولة الامارات تعهدت خلال مؤتمر المانحين في لندن اليوم الخميس بتقديم المزيد من المساعدة للمتضررين من الأزمة.

وكانت الحكومة البريطانية وعدت في مستهل الموتمر بتقديم مساعدات انسانية اضافية للمتضررين من النزاع السوري داخل سوريا وفي الدول المجاورة بقيمة 7ر1 مليار دولار.

وتعهد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بتقديم نحو 890 مليون دولار كمعونات إضافية لسوريا ودول الجوار خلال مؤتمر “دعم سوريا ودول الجوار 2016 ” في لندن.

وقال كيري في المؤتمر، ان المبلغ عبارة عن حوالي 600 مليون دولار، كمساعدات إنسانية ونحو 290 مليون دولار كمعونات لتعليم أطفال اللاجئين في الاردن ولبنان. واضاف: ان بلاده “قدمت اكثر من 5ر4 مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، والنازحين داخل سوريا”، حاثا الدول الاخرى المشاركة بمؤتمر لندن على زيادة مساهماتها المالية للمساعدة بوقف ازمة اللاجئين.

واشار إلى أن الرئيس اوباما سيخصص قمة حول اللاجئين في ايلول القادم على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، داعيا المجموعة الدولية الى زيادة المساعدات بنسبة 30 بالمئة على الاقل.

وقالت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرج، “إذا فشلنا في التحرك بشكل حاسم الآن؛ فإن وضع المدنيين والدول المجاورة لسوريا سيتدهور وسيؤثر ذلك على المجتمع الدولي بأكمله”.

واضافت سولبيرج في مؤتمر “دعم سوريا ودول الجوار 2016″، ان بلادها ستقدم 10 مليارات كرون نرويجي (804 ملايين جنيه إسترليني) خلال السنوات الأربع القادمة، لتعزيز العملية التعليمية وحماية أطفال اللاجئين، مشيرة الى أنه حان الوقت لتكثيف العمل من أجل سوريا.

وقالت انه يجب ألا يتم مهاجمة المدارس والمستشفيات، كما يجب ألا يتم استخدام التجويع كسلاح، مؤكدة ضرورة دعم الضحايا والنساء والفتيات اللاتي يتعين عليهن إعادة بناء بلادهن عند انتهاء الصراع.








اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.