صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الشبول: المعركة الإعلامية ليست أقل أهمية من المعركة العسكرية

0

باتت الحرب الإعلامية هي حربنا اليوم مع الإرهاب، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بـ “الإعلام المجتمعي”، هي السلاح الأقوى للجماعات الإرهابية.

كيف لنا أن ننكر أن الارهاب يتفوق علينا في هذه الحرب ؟ نموذج داعش الإعلامي أكبر دليل على التفوق التقني والاستراتيجية الذكية في استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة تمدده الإلكتروني، إضافة الى أنه أثبت فاعليته في استغلال مواطن الضعف في عقول الشباب لتجنيدهم في جيشه عبر منصة تويتر!

لحسن الحظ، تلك الفكرة صارت جلية في عالمنا العربي، إذ تم اليوم عقد الحلقة النقاشية الثالثة حول دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، تمحورت حول ضرورة امتلاك قوة إعلامية بكل عناصرها وأدواتها لتكون قادرة على مواجهة الإرهاب.

قدم مدير عام وكالة الأنباء الأردنية فيصل الشبول ورقة عمل بعنوان “الرسائل المضادة في مواجهة الإرهاب”، وذلك خلال ترؤسه الحلقة.

تضمنت الورقة على عدة أفكار من بينها، أن التحالف الدولي ضد الإرهاب والذي تشارك فيه 11 دولة عربية، يؤكد أن النتيجة الحتمية بمواجهة داعش ستكون هزيمتها، وأن المشكلة في المدة الزمنية لتحقيقها والتي قد تحتاج الى عدة سنوات.

وذكر أن الإرهاب يتحرك في أربعة مجالات هي: المكان (أرض المعركة) ، والتمويل والتجنيد والمجال الإعلامي المعلوماتي، وخصوصا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي تشكل دعما اجتماعيا قد يكون من أهم أسباب التطرف.

وقال: “إن المعركة الاعلامية ليست أقل أهمية من المعركة العسكرية”، مشددا على أهمية استهداف الشباب بالرسائل الإعلامية المضادة للإرهاب، وتدريبهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونوّه إلى خطورة اصرار بعض الفضائيات على استخدام تسمية التنظيم بالدولة الاسلامية، قائلا “مصطلح تنظيم الدولة الإسلامية هو إدانة لنا جميعا كـ عرب ومسلمين”.

وأشار الى أنه تم التنسيق مع شبكات التواصل الاجتماعي، وعقد أكثر من اجتماع مع تويتر وفيسبوك، لتنبيهم عن المسائل الأخلاقية والدينية.

من جهته ناقش الدكتور صالح بن محمد المالك، عضو هيئة التدريس في جامعة نايف العربية، في ورقته ” التعاون المتبادل بين الإعلام (غير الحكومي) والارهاب”، التغطية الإعلامية للأعمال الإرهابية.

وتحدث عن العلاقة بين الإعلام والارهاب وكيف أن كل منهما يستفيد من الآخر، وتساءل فيما إذا كانت هذه العلاقة تعد داعما للإرهاب أم لا .

وقال المالك: “الإرهاب يتسلح بالإعلام لتسويق غاياته”، مشيرا إلى أن هناك بعض من وسائل الإعلام تروج للإرهاب وأنهما يتشاركان المصلحة، فالإعلام يستفيد ماليا من التقارير والإعلانات الإرهاب يحصل على دعاية مجانية لأعماله.

وأكد على أن الاعتراض ليس على التغطية الإعلامية للإرهاب ولكن على المبالغة فيه، فنقل العمليات الإرهابية الوحشية يثير حالة رعب في نفوس الجمهور، وهذه التغطية تعتبر أكبر جائزة للإرهابيين على أفعالهم الإجرامية.

وبين المالك أن استخدام الإرهاب للتقنية يفوق استخدام الحكومات لها، فالإرهابي اليوم بات يتسلح بكاميرا وجهاز كمبيوتر وإنترنت.

وشددّ على ضرورة تغطية الإرهاب اعلاميا بعيدا عن العشوائية ودون تأويل أو تهويل، وعدم إعطاء الجماعات الإرهابية أكبر من حجمها.

من جهتها، أكدت رئيسة إذاعة صوت العرب في مصر، الدكتورة لمياء محمود، في ورقتها “الإعلام العربي في حالة المواجهة مع التحديات الخطرة التي تواجه الأمة العربية” على ضرورة بناء قوة إعلامية موحدة تتبنى خطابا عربيا قوميا موحدا.

ولفتت إلى اقتصار العمل الإعلامي على التنظير والافتقار إلى عنصر المبادرة في المعالجة لواقع الاعلام العربي الحالي.

ودعت إلى ضرورة امتلاك قوة إعلامية بكل عناصرها وأدواتها، وعلى إنشاء جيش عربي إلكتروني يستخدم أساليب الحرب الإعلامية الحديثة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.