نعم لدعم النقل
خطوة مهمة اتخذتها الحكومة قبل أيام قليلة عندما أقر مجلس الوزارء الموافقة على خطة إعادة هيكلة الشركة المتكاملة للنقل المتعدد التي تنقل يوميا ما يزيد على الـ160 الف راكب في مختلف أنحاء المملكة، جلهم من أبناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة.
قرار الدعم الحكومي للمتكاملة جاء بعد أن ورثت الحكومة دينا تجاوز ال34 مليون دينار ، عندما اشترت الشركة بديونها وخسائرها من المستثمرين الكويتيين، في الوقت الذي بدأت فيه الفوائد وأقساط الديون تستنزف كل عادئات الشركة، وبات وجودها على المحك، بسبب عدم قدرتها على تحديث أسطولها البالغ نحو 300 حافلة نصفها معطل بسبب عدم قدرة الشركة المالية على إصلاحها.
وجود شركة مثل المتكاملة في المملكة هو أمر ضروري للغاية، فدورها لا ينحصر بتحقيق أرباح من النقل، وإنما له بعد تنموي في غاية الاهمية يتمثل بالحفاظ على الامن المعيشي للاردنيين والمساهمة بتعميق التنمية الحقيقية، وهو تأكيد لدور الدولة المسؤول تجاه ابناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة بتوفير وسائل نقل آمنة ومريحة لهم، فليس صحيحا ان الحكومات تتنصل من الدعم في اقتصاديات السوق وتكتفي بالتنظيم والاشراف والمراقبة، بل لها دور كبير في تقديم الدعم لمستحقيه، والنقل هو أحد أبرز القطاعات التي تتجلى بها مسؤوليات الدولة في توجيه الدعم الحقيقي إلى مستحقيه.
خطة إعادة الهيكلة للمتكاملة التي اقرها مجلس الوزراء ليست دعما ماليا دون لا شيء، فالخطة تشمل اجراءات تبدأ بها الشركة قبل ان تتلقى فلسا واحدا من الحكومة، وهذا امر يطال ضبط نفقاتها واعادة دراسة جدوى خطوطها مع الجهات المعنية في الامانة، وتفعيل خطوط اخرى، وتطوير خدماتها واعادة هيكلة جزء كبير من انشطتها واستثمار اصولها على اكمل وجه اقتصادي ممكن، وهذه كلها اجراءات وضعت في خطة عمل نوقشت على مدى اشهر عديدة قبل اقرارها، فالامر ليس كلام وانما خطوات تنتظر الان البدء بسريان القرار الحكومة بتنفيذها.
في المقابل؛ الحكومة تعهدت بتغطية اكتتاب الشركة المخصص لزيادة راسمالها ما يعني أنها ستزيد من حصتها في راسمال الشركة اذا لم يقم باقي المساهمين والشركاء بتغطية الاكتتاب الذي ستقوم به الشركة عما قريب مقابل دعم مالي تدريجي لا يتجاوز 1.975 مليون دينار في ثلاث سنوات، واعادة ترتيب مديونية الشركة للشركاء الرئيسيين وتنظيف سجلاتها وقيودها المالية من اي اعباء ورثتها في السابق.
دعم المتكاملة للنقل هو تجسيد حقيقي لمبدأ التنمية الحقيقية الذي يتطلع اليه المواطنون من حكومتهم، والامر يستحق ذلك فخدمات النقل في كافة انحاء العالم مدعومة وتحظى برعاية خاصة من حكومات دولهم لاهميته القصوى في تحقيق الامن الاستقرار لمجتمعاتهم.
[email protected]
[email protected]