صحيفة الكترونية اردنية شاملة

عيد الإستقلال.. وصونه

0

يأتي عيد الإستقلال في أوضاع عربية ومحلية صعبة تمتلىء بالمخاطر، فهذه سوريا تتفكك ويتم تهجير وترحيل أهلها تمهيدا لما هو أخطر سياسيا، ولا تلوح بالأفق اية حلول لتحمي الكيان السوري أو لتحمل آمال الشعب السوري في مستقبل ضمن دولة متمكنة وقادرة على ولوج المستقبل. وهذا العراق بين كر وفر تخوضه الحكومة المركزية تستعين فيه بالحشد الشعبي لتمنع تقصير الجيش في المحافظة على المدن الرئيسية أمام التنظيمات المسلحة والمعارك ذات طابع غريب في هذا الكر والفر، ويمدح قادة الحشد الشعبي قدراتهم القتالية وأولها بان حشدهم متمكن عقائدا ولهذا يحارب بشكل افضل من الجيش أو يشكل دعما قويا له حتى لا ينكسر كليا، فيما الحكومة المركزية تعرف أن للأمريكان والإيرانيين قول وأثر فيما يجري في العراق وأن أداء الحكومة السابقة للمالكي قد قسمت العراق رغم أنه على الخرائط بلد واحد وجاهز فعلياللإنقسام لثلاثة دول.
أما في بلدنا الأردن ومعجزة تماسكه أمام العواصف والمخاطر التي تحيط به فهو في مرحلة مخاض غريب، فالتماسك موجود والمخاطر كذلك ويشكل النزوح السوري والحرب في سوريا جزءا من المخاطر التي لها تأثير فوري ومباشر على بلدنا. فهناك تغييرات سكانية وإجتماعية حدثت وخاصة في المحافظات المجاورة لسوريا تمسّ العادات الإجتماعية كما وتمسّ المواطنين العاملين في مهن مختلفة ينافسهم فيها العمال السوريين فتتقطع السبل بالعمال الأردنيين الذين لا يجدون عملا لأشهر فيتأثرون سلبا هم وعائلاتهم وكل ما يحيط بهم، وفوق هذا وذاك هناك مخاطرالضغط على الموارد المائية والأمور الأمنية والصحية والتعليمية.
صحيح أن العالم يقدر للأردن إنسانيته وقبوله باللجوء السوري ولكن العالم لم ولن يحل مشاكل السوريين في بلدهم بسرعة أو بما يكفل عودة المهجرين سريعا، كما ولن يحل مشاكل وجودهم في بلدنا لا بالسرعة ولا بالدعم المالي وستبقى اغلبية المشاكل موروثا سيتحمله بلدنا وسيقع عليهالجزء الأكبر من تبعات هذا اللجوء.
لا يحسد أي مسؤول أردني عل ما يواجهه أو ما يتوجب عليه فعله لخدمة بلده وتخفيف أعبائه أو إيجاد حلول لمشكلاته، ولن ينفع الأردن إلا إخلاص من يعشقونه كوطن ممن يحملون بلدهم فوق أكتافهم وفي صميم قلوبهم على أن يكونوا وزملائهم على برنامج عمل فيه من التوقعات ما يناسب وضع حلول وأفكار مستقبلية يمكن أن يشكل فيها عملهم المشنترك سياجا يحمي الوطن واستقلاله فيزيده منعة ويحصن ويصون إستقلاله.
مرحلة صعبة يجب خوضها بحذر وبمعرفة بإمكانات البلد وبما يسمح دوما بالاستفادة فيه من المشاركة الشعبية في توجهات الدولة المستقبلية وكسب ثقة الناس فيمن يخدمونهم من المسؤولين العاملين.
حمى الله الاردن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.