صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ما هو أكثر من الثقة

0

إستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية هذا التعبير مؤخرا وهي تعلق على الأخبار وأسئلة الصحفيين الذين يستفسرون عن الإطار العام للمباحثات حول الملف النووي الإيراني، وتريد بهذا أن تقول أن الأفعال الإيجابية وإلتزام إيران سيكونان أهم من الإعتماد على الثقة وبالتالي الحكم على الأفعال هو الأصل.
وكما في الحياة بشكل عام ولكن بشكل معكوس فإنه يهمنا أن نصل إلى درجات عالية من الحكم الإيجابي على الأفعال بشكل بناء حتى نصل إلى درجة عالية من الثقة، وكلما توسعت دائرة الثقة في المجتمع إزدادت الأجواء الإيجابية بين أفراد وفئات المجتمع، وبتوفرها تسير أمور المجتمع بشكل اسهل نظرا لتوفر (راس المال الإجتماعي) وهو ما يطلقه علماء الإجتماع عن الثقة وتأثيرها في المجتمعات.
في السياسة يجب ان نقول لماذا تقول الولايات المتحدة هذا الكلام عن إيران ولا تقوله عن إسرائيل التي عملت وتعمل على الإساءة لكل جهود السلام مع الفلسطينيين وجيرانها العرب!!! بل وتعمل على نسفه والاطاحة بجهوده من بناء للمستوطنات واستمرار للاحتلال.
ولماذا سيصلح القول عن إيران في حين أن شعوب المنطقة تود أن تقوله نريد أكثر من الثقة من الولايات المتحدة الأمريكية لأنها لا تعرف سلوكا واحدا للسياسة الامريكية في المنطقة، وكان المغفور له الملك الحسين بن طلال يقول أننا بحاجة لتلافي إزدواجية المعايير (والكيل بمكميالين) من قبل العالم، والإشارة هذه كانت تصيب الولايات المتحدة أكثر من غيرها، وكانت عبارته (رحمه الله) تخفيفا لوصف واقع تعامل الغرب وأمريكا بالذات مع القضية الفاسطينية.
نحن نؤيد ان تقول أمريكا لإيران بأنها تريد اكثر من الثقة للدلالة على جدية مسعاها للوصول إلى نتائج إيجابية في مباحثاتها النووية، ولكننا نريدها ان تقول لإسرائيل مثل هذا الكلام، عندما تبحث قضية السلام مع الفلسطينيين، وفوق ذلك ان تقول لقيادات دول المنطقة نريد منكم شيئا اكثر تجاه شعوبكم، وذلك إستكمالا لما قاله الرئيس أوباما لزعماء المنطقة حول الخطر الذي يتعدى خطر المتطرفين.
نعم نريد كشعوب في هذه المنطقة ما هو أكثر من الثقة، فنحن نريد الجدية المحمولة بصدق الأقوال والافعال عن السلام، وعن نشر الديموقراطية وتبادل السلطة، ومكافحة الفساد، وأن تكون كلها إضافات للعدل والأمن والأمان لعل الله (جل وعلى) يجمع قلوبنا على الشأن العام واهميته، وأن يكون ذلك لأهداف سامية فيترك المجتمع اللابالية التي يعيش بها، ونتشارك في همومه وشؤونه سعيا لرفعة شأنه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.