صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ايران التي لا تتعب

0

بشكل واضح جدا لا يقبل التأويل، يتكاسر الاقليم في اليمن، وايران ترسل بوارجها الحربية الى باب المندب، ُموّقعة بالحروف الاولى، على اعترافها انها تريد اليمن منطقة نفوذ لها، وذروة المكاسرة عند باب المندب تقترب من ظلال ذكرى سقوط بغداد التي تمر اليوم، تحت الاحتلال، والرابط بين المشهدين كبير.
ذات الرسالة الايرانية تتجلى بوسائل اخرى، من التلويح بمذهبية المناطق الشرقية في السعودية وتوظيفها ضد الرياض، والتلويح بتسرب الحوثيين عبر الحدود الى جنوب السعوية، والتلويح ايضا بتسريب مقاتلين عراقيين عبر جنوب العراق الى شمال السعودية. الواضح هنا ان ايران لا تتعب ولا تريد ان تتقاعد، ولا احد يعرف كيف يمكن مع كل هذه الاستثارات لاهل المنطقة، ان تتمدد او ان يتم فهمها او قبولها، وهي تزيد من العداوات والمخاوف، بل وتخفف الضغط ضمنيا عن عدو تاريخي، تناسته المنطقة امام هذه القوة الاقليمية التي تريد السيطرة على المنطقة؟!.
منذ البداية ينزع العقلاء الى عدم منح هذا الصراع سمة مذهبية، لكنه وبقوة يتحول الى صراع مذهبي، والا ماعلاقة ايران سياسيا ومذهبيا باليمن تاريخيا، لولا اقرارها هنا ان الحوثيين جماعة تابعة لها، ولابد من الدفاع عن هذه الجماعة تحت عناوين مختلفة، من بينها الانقلاب من زيدية الى اثنى عشرية.
بهذا المعنى ينقسم العرب اليوم الى مجموعات ، مجموعة تقاتل مع ايران، مجموعة تقاتل ايران، مجموعة تتفرج، ومجموعة بعيدة لا تتفرج ولا تقاتل، وايران نجحت في شق العرب الى اربع مجموعات، على خلفية الموقف منها، فقد باتت تنتج الصراع واطرافه.
الصراع في المنطقة ايضا، يتجاوز حدوده العربية، فايران التي تهدد دول الجوار، كالسعودية والعراق والخليج، تتناسى ايضا انها محاطة بدول عربية واسلامية كبيرة، مثل السعودية وباكستان وتركيا والعراق ايضا، فالكل يحيط بالكل، والكل يتربص بالكل.
قد يأتي زمن يكتشف فيه كل اللاعبين، من ايران الى تركيا مرورا بكل الجماعات المقاتلة والاحزاب والتنظيمات، انهم يؤدون مهمة واحدة، خلاصتها تدمير هذه المنطقة، وتخريبها تحت عناوين مختلفة، سياسية ومذهبية، اذ كيف يمكن ان نفهم الصراع هنا، وكل حسم محتمل فيه لصالح اي قوة اقليمية، سيؤدي الى الدوس على المنطقة واهلها؟!.
هذه مناسبة كي ندعو العالم العربي ان يصحو من غفلة التغييب وان تسترد الدول العربية الكبرى عافيتها الاقليمية، اذ لم تطل كل هذه القوى الاقليمية علينا، فوق اذى الاحتلالات لولا الغياب في المساحات والجغرافيا والدور، والاستغراق في سياسات رد الفعل.
لا نكره ايران ولا تركيا، ولا اي عرب ولا مسلمين، ولا اي بشر في هذه الدنيا، لكننا نتأمل بكل بساطة سحق هذه المنطقة تحت عناوين مختلفة.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.