صحيفة الكترونية اردنية شاملة

حين تعَرّقت السماء!

0

-1-

أمضى ليلته ينتظر الصباح، وحينما أشرقت الشمس هدّه النعاس فنام، فلا عاش ليله، ولا استمتع بصباحه… تلك هي الحكاية!

كم منا من يقضي حياته على ناصية الانتظار، وتمر به الأحداث، والفرص، واللحظات السانحة، فلا يغتنمها، ثم يكتشف بعد فوات الأوان، أنه لم يعش لا ما مر به، ولا ما انتظره، وما الحياة إلا لحظات!

لهذا، لا أحب الانتظار، ولست صبورا، وليس لدي ترف ترقب الشروق، حينما تتأخر الشمس عن الشروق، أسافر إليها، وأشدها من شعرها!

هو شعور طفولي متمكن فينا، قد نعطيه الفرصة ليعبر عن نفسه، وقد نقمعه، فالأطفال لا يعرفون الصبر، وكلما اعترف الرجل بالطفل الكامن في أعماقه، كلما احترم رجولته!

ألم يقولوا؛ قليل من الجنون يحرس العقل!؟

-2-

يا لتِـلكَ الرائحة..، التي انهمرت علينا فجأة في مقتبل نيسان، حيث الكذب مباح، من أجمل ما قرأت احتفالا بشتوة نيسان/ إبريل: الاول من نيسان جاءنا مبللا بالمطر، فالسماء لا تكذب! ….

يا لرائحة شتوة نيسان، حينما يستحمّ التراب بعَرقِ السماء!

-3-

كي يُصبح العادي مُحْتملا.. نحتاج ما هو غير العادي!

القصة ليست حبا، ولا رومانسية، ولا مراهقة متأخرة، كما يقولون، بل أنت حينما تكون إنسانا، فالشعوب العاجزة عن الحب.. عاجزة عن الحرب!

ولهذا.. بعض الهزائم بطعم الانتصار، حينما يحتل أرضنا، من يَـسُرّنا احتلالـُهم لكامل ترابنا الوطني!

وبالمناسبة، الاحتلال ليس على الأرض، الروح هي المحتلة، تحرير الروح أولا، بالحب، والانعتاق من أثقال النكد والهم والغم، والتلذذ بما زينه الله من متع الدنيا، بقدر ما «تطول يدك»، ولا توفر شيئا!

-4-

آخر الكلام..

لم تقُلْ لي غداةَ التقينا، أنّني أشْبهها، لكنني حين نظرتُ في المرآة..ورأيتها، عرفتُ سر تلك النظرة!

علو المزاج كرقصة التانغو.. وشرب القهوة.. يحتاج لاثنين!

أعترف أنني كذبت حينما قلت: إلى اللقاء، فـ «ذلك اللقاء» بقي ملتصقا بي، ولم يغادرني كي أذهب إليه!

على حافة الحرف، متسع للاسترخاء، والسقوط إلى أعلى!

لا خيار أمامك، تطوي الخراب تحت إبطيك كجريدة قديمة، تنتصب واقفا بعد كل غبار، تعانق ساقيك، وتتكىء على عنفوان قلبك، وتمضي .

الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.