صحيفة الكترونية اردنية شاملة

مقارنة غير جائرة !

0

هشاشة العرب، عزّ نظيرها، والافك السياسي والاعلامي، يؤثر بقوة، على الجمهور، حين تصير امكانية التلاعب بالجمهور، وشق صفوفه، وتعظيم الخلافات على اساس ديني او مذهبي، امكانية متاحة، وليس بحاجة الا لقليل من التحريك والتغذية.

نريد جوابا ممن لديهم جواب، فلماذا يكون سهلا، تثوير كل الاختلافات الفقهية والمذهبية والدينية والعرقية بين العرب ومكونات بلادهم، بتقرير تلفزيوني، او بكتاب، او عبر رأي او مجموعة او حزب، فيسهل استثارة كل العداوات الكامنة تاريخيا، وتوظيفها في لحظة واحدة، لتكون سببا للصراعات؟!.
في المقابل لاتنجح امة بأكملها على سبيل المثال، على استثارة الفروقات بين اليهود الاسرائيليين، ولم نسمع عن نجاح عربي واحد في استثارة الخلافات الدينية بين تيارات المتدينين الاسرائيليين، او بين المتدينين والعلمانيين، او بين جذور مجتمع الاحتلال، وتبدو اسرائيل موحدة، على الرغم مما فيها من فروقات واختلافات، الا ان كل ابناء العالم العربي والاسلامي، بأموالهم وخبرائهم واعلامهم وتأثيرهم، لم يستطيعوا البث على موجة الفرقة بين الاسرائيليين.
الامر ذاته ينطبق على حالة أخرى، فمن السهل والطبيعي ان تتمكن اجهزة استخبارات اسرائيلية واقليمية ودولية من تجنيد عرب للعمل في صفوف هذه الاجهزة، وخيانة بلادهم، مقابل دولارات، وقد سمعنا عن الاف العملاء في مراحل مختلفة، ابان احتلالات مختلفة، للمشرق العربي ومغربه ايضا، وقد لايكون الامر عاما، لكنه موجود.
بالمقابل، لاتسمع عن عميل اسرائيلي واحد تم تجنيده للعمل مع تنظيم فلسطيني او دول عربية او اسلامية، وكأن هؤلاء لايحاولون، او يحاولون فينجحون مع نفر قليل جداً، الا اذا اردنا ان نصدق قصص رأفت الهجان، التي تحفل ربما بالمبالغة، او حتى كونها حالة خاصة.
اين هو السر، أهي هشاشة موروثة،، ام حقيقة تقول اننا نغرق في محيط من المظالم التي تتحول الى انتقامات، اذ ينتقم ابن الامة، من ذات امته، ام اننا حقا لسنا الا خليطا غير متجانس في العمق والروح، فيسهل اختراقه، ويصعب عليه التسلل الى صفوف غيره؟!.
قد يأتينا البعض بأدلة على عكس هذا الكلام، لكنها أدلة الذي يتهرب من المشكلة، ولايريد الاعتراف بالتشخيص، وهو تشخيص صعب، لامة بلا روح فاعلة.
انها الاسئلة التي بحاجة الى مفكرين للاجابة عنها، من اجل التعديل على روحنا جوهريا، وبغير هذا التعديل، لايمكن لهذه الامة ان تستعيد مكانة تقول ليل نهار، انها كانت لها، ولا شك هنا ان الافتتان بالعدو، جزء من المصيبة، لكننا نضطر اليه في هذه المعالجة، من باب المقارنة، حتى لو بدت في عيون البعض جائرة.
سؤال: لماذ يسهل التسلل الينا، دوما، بكل بساطة؟!.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.