صحيفة الكترونية اردنية شاملة

غير مصدقين ….

0

سواءا كان حقيقة أو مجرد وهم، فإنك تجد العالم العربي والإسلامي يملؤه اليقين في أن لأمريكا واسرائيل دورا أساسيا في ظهور السلفية التكفيرية الإرهابية في العراق وسوريا وفي ليبيا، كيف وبأي إثباتات فذلك غير مهم له طالما توفرت القناعة البسيطة لديه ولم يضحض المنطق المعقد هذه النتيجة في عقولنا.
منذ أن تم ضرب دولة العراق وتدميرها بهدف الإضعاف وطرحت السياسة الأمريكية فكرة الشرق الأوسط الجديد الذي يعني إنشاء دول جديدة وتغيير حدود دول أخرى وفوق هذا وذاك طرحت السياسة الأمريكية أيضا فكرة الفوضى الخلاقة التي تعمل على أن تضرب قوى المجتمع بعضها ببعض مع الإستفادة من التباينات الكبيرة في المجتمعات سواءا كان ذلك دينيا أو مدنيا فإن ظهور الإرهابيين كان أمراً محتوما..
بادرت الولايات المتحدة الآن لإنشاء التحالف الدولي والأردن جزء منه ولكننا بقينا نشك في أهداف أمريكا ومحاربتها وهي التي خططت لأشياء أدت لظهور التكفيريين الإرهابيين فهي التي دعمت الأنظمة المستبدة وساهمت في إطالة أمد حكم المستبدين ومن ثم سهلت الشكوى ضدهم في الوقت الذي أضعفت فيه الأنظمة – برضى أمريكي قام بغض النظر عن ضعف- التوجهات الديموقراطية في هذه البلدان فانتهت هذه الدول إلى حالة الفوضى بعد إنهيار الأنظمة.
يستخدم الناس فهمهم البسيط ليقولوا: لا يمكن أن تنشأ هذه الحركة فجأة وضمن هذا الأسلوب وهذه الإمكانيات، وسنرى نوري المالكي يتهم باراك أوباما بأنه المسؤول عن تمدد الإرهابيين وكأن المالكي بريء مما جرى!! ومع هذه الأقوال ووجود القناعة البسيطة تتولد تناقضات رهيبة في نفس كل واحد منا يرى في هذه المجموعات خطرا على كل ماهو ثقافي واجتماعي وديني وحضاري عشناه أو نعيشه أو يمكن أن نحلم بعيشه، فلماذا تتضارب الافكار والمشاعر في نفوسنا وتحليلاتنا لهذه التناقضات التي تثيرها هواجس الإقتتال مع الإرهابيين؟؟ وهناك أسباب يمكن سردها والتفكر فيها:
هل هذه الحركة السلفية هي الخطر النهائي علينا؟ أم أن الخطر الحقيقي يكمن في حقيقة من وراءهم وهم يفكرون باستغلالها ضدنا فأوجدوها أو سمحوا في إنتشارها؟؟
وهل هناك حدود لهذه الحركة أم أنها هلامية الشكل أوفي طريقة التوسع وطريقة الإنتشار؟ وهل التوسع الجغرافي الفجائي لهذه الحركة كان المقصود منه توزيع القوات في العراق وسوريا على مساحة تعادل مساحة بريطانيا ليصبح ضرب أي مجموعة نوعا من الترف لأنه لن يصيب إلا عددا محدودا من هؤلاء التكفيريين الذين يتوزعون في أعداد صغيرة على هذه المساحة؟
هل ستكون الضربات الجوية كافية؟ أم أن هناك حاجة لتشكيل قوات أرضية والإعتماد عليها كما يجري الحال في العراق، ولكن هل هناك قدرة على شن حرب أرضية عليها في سوريا بدون التعاون مع النظام في سوريا؟ أم أن دول المشرق العربي ستتولى إدارة وتزويد هذه القوات والحرب بالنيابة عن غيرها؟ وهل هناك قدرة على شن حرب برية عليها في ليبيا أم أن ذلك سيترك لقرار حلف الأطلسي والدول الاوروبية المترددة؟؟
لا تتم الحروب بدون القتال الميداني والقوات المناسبة عددا وعدة ولكن الحرب يجب أن تحدد العدو الذي ستتم محاربته، فإذا كانت عصابات الإرهابيين هي الهدف الأول والنهائي فإن دحرها سيكون سهلا، واما إذا كانت مجموعات التخطيط التي خلفهم ما زالت تسعى وراء أهدافها فإننا نقول إن ضرب الإرهابيين مهم وضروري، ولكن الحذر من النوايا النهائية لأصحاب الفكرة الإستغلالية والإستعمارية يجب ان يدعونا للحذر واليقظة منهم وعدم التورط كليا بالإنغماس الحربي الذي لا عودة منه إلا بالخسائر، لأن أعمالهم واقوالهم وسياساتهم قد اخبرتنا عنهم وبأننا ونحن نشاهد النقيض في أقوالهم وافعالهم فإن ذلك يدفعنا بكل وضوح إلى أن نقول كشعوب…. نحن لا نصدق أيها الحلفاء كل ما تقولون…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.