صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الأسد: لم نستخدم البراميل المتفجرة ضد المدنيين

0

يبدو الرئيس السوري، بشار الأسد، مرتاحا على نحو لافت للنظر، خصوصا أنه في قلب كارثة حلت بسوريا خلال السنوات الأربع الماضية.
إنه مؤدب جدا ويبتسم كثيرا لكن حين يتعلق الأمر بالدفاع عن سجله الرئاسي، أو سلوك القوات المسلحة السورية، فإنه حازم.
لقد كرر خلال المقابلة الحصرية التي انفردت بها بي بي سي والتي استمرت نحو نصف ساعة وبطرق مخلتفة أنه بصفته رئيسا، فإنه ليس سوى وطني محب لوطنه يحارب من أجل إنقاذه من الكارثة التي تتربص به.
ورغم أن الرئيس السوري سلم بأن الحرب تخلف ضحايا، فإنه قال إن الجنود السوريين وهم محبون لوطنهم لم ولن يتعمدوا إلحاق الأذى بأبناء وطنهم كسياسة متبعة من قبل الحكومة السورية.
“أواني الطبخ”
لكن أعداءه الكثيرين في سوريا في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم سيرفضون وجهة نظره بشأن الحرب.
ويرى هؤلاء أنه مسؤول عن آلة القتل التي تبتلع السوريين ثم تلقي بهم بعيدا.
وإذ تدخل الحرب سنتها الخامسة، فإن البراميل المتفجرة أصبحت من أكثر الأسلحة في ترسانة النظام السوري التي لها سمعة سيئة.
لقد شاهدت بأم عيني قبل سنتين أو ثلاث سنوات ما تسببه البراميل المتفجرة في منطقة دوما التي تقع في مشارف دمشق ويسيطر عليها المسلحون المعارضون للنظام منذ بدء الحرب تقريبا.
يتحدث السكان المحليون عن مشاهداتهم لجسم ضخم يُلقى من مؤخرة طائرة هليوكبتر.
لقد دمر الانفجار الذي سببته البراميل المتفجرة شققا تقع على جانبي طريق واسع نسبيا.
البرميل المتفجر هو سلاح يصنع يدويا من حاوية بلاستيكية في حجم الإنسان محشوة بالمتفجرات والمقذوفات الصلبة.
وأصر الرئيس السوري على أن الجيش لم ولن يستخدم هذه البراميل المتفجرة في منطقة يسكنها سوريون.
وقال “أعرف كيف يعمل الجيش. إنهم يستخدمون الرصاص والصواريخ والقنابل لكن لم أسمع أنهم يستخدمون البراميل أو ربما أواني الطبخ”.
إنه رد غير جاد لأن استخدام أواني الطبخ إما جواب يتسم بالقسوة ويفتقر إلى مراعاة مشاعر الآخرين وهي محاولة غير موفقة لاستخدام الحس الفكاهي أو علامة على أن الأسد أصبح منفصلا عما يحدث ولهذا فإنه غير قادر على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحرب.
شؤون العائلة
من الصعوبة بمكان معرفة من يتخذ القرار في سوريا. هناك في الخلفية شخصيات قوية مثل أخ الرئيس ماهر.
لقد اعتقدت دائما أن الرئيس بشار الأسد، بصفته الرجل الذي ورث الرئاسة أي في واقع الأمر شؤون العائلة، هو رئيس مجلس الإدارة.
إن عمله الذي يفوق مهمات الآخرين هو الحفاظ على سيطرة العائلة على الشركة.
لم نتحدث خلال المقابلة عن البراميل المتفجرة فقط وإنما حاولت أن أنقل إليه بعض النقاط الصعبة التي تدور في أذهان الناس.
لا بد أن الأسد الذي بدأ يقبل بإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية، يشعر بأمان أكبر.
أعداؤه وما أ كثرهم سيرفضون معظم ما قاله لي.
لكن السنوات القليلة الماضية أظهرت أن بشار الأسد شخصية لا يمكن الاستهانة بها. ورغم أن التنبؤات بشأن نهاية الأسد كثرت منذ بدء الحرب، فإنه يبدو وكأنه يشعر بالأمان مثلما كان الوضع دائما.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.