صحيفة الكترونية اردنية شاملة

من يسيء إلى ديننا؟؟؟؟

0

تشير كل الحوادث الإرهابية التي وقعت في فرنسا وغيرها إلى وجود خلل كبير في فهم الكثيرين من المواطنين المسلمين في هذه الدول للدين الإسلامي ومنطوقه ودلالاته، وتشير أيضا إلى ضعف أكبر لديهم في مفاهيمهم للمواطنة والواجبات المستحقة عليهم هناك، فتراهم ينسلخون عن مواطني هذه الدول بذرائع مختلفة منها إختلاف الدين.

لقد فشلنا إسلاميا في إخضاع الكثير من المفاهيم الخاطئة للعقل والتمحيص العلمي وفتح المجال للناقدين والمرشدين الاجتماعيين المؤهلين في أن يقولوا ويقدموا رأيهم، فقمعنا الرأي وحرية التعبير عن أجزاء مهمةً منها: كيفية ممارسة المواطنة، وكيفية بناء العلاقة بين الناس من مختلف الاجناس والمعتقدات، وكيف يتصرف المسلم في بلده الجديد كمواطن وكصاحب عقيدة، ولكننا وللأسف اختزلنا حسب المفاهيم الناقصة هذه الاقوامَ، فهم اما مسلم صالحٌ واما هم كفرةٌ من أحفاد القردة والخنازير!!! وهم أن اتيحت لنا الفرصة بقليل من الفوضى سيصبحون أهل جزيةٍ يدفعون لنا عن تواجدهم بيننا مقابل أن نكفّ أذانا وضررنا عنهم!!!

لقد نسينا ابعادا انسانيةً مهمةً تقول ان المسلمين يمثلون ما يقارب العشرين بالمئة من سكان العالم، ولا يمكن لهذا الخمس البشري أن يحكم بقية العالم لا بالقوة ولا بالسيف ولا بالفوضى ولا بالإرهاب. فقد فشلت في ذلك القوى الكبرى التي سادت منذ قديم الزمان مثل الفرس والرومان والإغريق والأشوريين والفراعنة والقبائل سواء من شمال أوروبا أو من ليبيا أوالهكسوس والتتار، وبما فيها أيضاً الإمبراطورية العثمانية والفرنسية والمانيا النازية ً والصهيونية في أن تسيطر بالقوة على العالم تماما، وإذا كان بعضها قد قتل أكثر من غيره ، فإن إنكسارهم وإنحسارهم كان مؤكدا لأن الله خلق في النفس البشرية جذوة ترفض أن يتحكم فيها أحد غير صاحبها، ولا تقبل هذه الجذوة في نفوسنا البشرية أن تتعرض للقتل أو أن يسود القتل والظلم والعبودية أو فرض الرأي والمعتقد على الإنسان مهما كان أصله وفصله.

لا يمكن للمسلمين أن يبرروا القتل الذي يرتكب باسمهم في سوريا أو في العراق أو في أوروبا وأفريقيا من قبل منفلتين مغسولي الدماغ من الذين قطعوا صلاتهم بالماضي وبالحاضر وبالمستقبل ، والذين يشترون الموت لأنفسهم ولغيرهم فيفجرون أجسادهم أشلاءا ويسببون المآسي للآخرين قتلا وتشويها وأذى. وكما أن أفعال الإسرائيلين سيئة في محاولتهم ترهيبنا وفرض ما يريدون علينا بالقوة، إلا أن السبيل إلى إزالتها لن يكون بقتل أبناء جلدتنا أو من مواطنين من غير ديانتنا في بلداننا أو في أوروبا، وبإشاعة الفوضى في العالم، فلماذا يقتل يهودي في متجر أو كنيست في فرنسا وقوات وجيش الإجتلال لا يحاربها أو يقاومها الا القلة في فلسطين!!

ما زالت الطرق مفتوحة لإصلاح مفاهيمنا، ولكننا يجب أن لا نكافىء المسيئين من المنفلتين الجهاديين ، فنحن بالتأكيد ضد ممارسة التجديف الذي تمارسه الصحيفة الفرنسية (شارلي هيبدو) المسيئة المستفزة، ولكننا مع سلوك قويم يرفض حتى الإشارة إلى تفاهة رسومها وموضوعاتها ومهما أساءت الصحيفة لنبينا العظيم محمدا.

ويحق لنا وضمن السلوك القويم أن نثبت أن نبينا كان نبي الهدى لا القتل، ونبي الإصلاح الإجتماعي وليس السخافات التي تتناولها الصحيفة، وكان نبي الإنسانية والرحمة لا القتل والتدمير….ولنا أن نعطي الأمثلة: فالذي حرق روما لم يكن محمدا بل نيرون الروماني، والذي غزا أوروبا وروسيا كان نابليون الفرنسي، والذي تسبب بقتل أكثر من 50 مليونا في أوروبا لم يكن محمدا بل أدولف هتلرالالماني، والذي أمر بقصف هيروشيما ونجازاكي وقتل أكثر من 100 ألف إنسان في 24 ساعة لم يكن نبينا محمدا بل كان الرئيس الأمريكي هاري ترومان…. ومن يحتل فلسطين ويقتل آلاف السكان في كل عام ويملك سجلاً في ذلك هو مجرم إسمه نتنياهو الذي يشغل منصب رئيس وزراء دولة القتل والتدمير.. وفوق هذا وذاك أن نقول للعالم بداية بأن أول ما تعلمه النبي محمدا من القرآن هو: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم…..وأضاف له: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك….

هذه حقائق الحياة وحقائق من ديننا ببساطة، فلماذا نترك الساحة والدفاع عن مفاهيمنا لمن فهم الدين خطأ ؟؟ وبالذات من مثل هؤلاء الفرنسيين الثلاثة الإرهابيين الذين تخرجوا بهذه المفاهيم من سجون فرنسا، والذين إنطلقوا من هذه المفاهيم وبادروا بالقتل غير آبهين بأضرار أفعالهم ومساوئهم فقتلوا 17 شخصا في خلال يوم واحد وأساؤوا بفعلتهم إلى أسلامنا وتراثنا وحركوا مشاعر العالم ضده وضدنا وعلينا كمسلمين وكأردنيين بأن نطالب الفرنسيين والإوروبيين بمحاربة الفرنسيين والأوروبيين المناصرين للجماعات التكفيرية والإرهابية التي على أراضيها فهذه مسؤولية دولهم التي تحمي حرية الرأي الذي تدافع عنه.

والله الموفق،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.