صحيفة الكترونية اردنية شاملة

دفاعاً عن النواب.. حين كتبنا بماء

0

إحدى وعشرون سنة..

وسنابلنا ( أكملت عمرها في البريد وراء الخريف البعيد ) كما يقول درويش..
وكل مواسمنا هيأتنا للقاط الزلط.
صار مجلس النواب مدعاة للقدح والذم، ومجالاً خصبا لسن ألسنة النقد..
صارت كل حيطانه واطئة وقبته ( تدلف ) على الرؤوس المصففة بالكريمات والصبغات، وصرنا ننتقد بشدة وبتوبيخ أحيانا كثيرة، وكأنه مجرد عمل.. يشبه هذا ما كتبه ذات يوم محمد علي كلاي ( إنه مجرد عمل، فالعشب ينمو، والطيور تطير، وتقصف الموجاتُ الرمال، وأنا أَضرب الناس فقط ).. ونحن ننتقد فقط.
ما يحدث ليس ذنب النواب، إنه ذنبنا نحن قبل كل شيء، ذنبنا حين اخترنا أن ننتخب، وذنبنا حين كتبنا على الورق أسماءهم وطويناها بحكمة الواثق، ووضعناها في الصناديق التي اندلقت تحت القبة بكل هذه الأسماء الشهية على مدار دورات برلمانية كثيرة.
إنه اختيارنا.. بكامل حريتنا وحكمتنا وجهودنا الدعائية واجتماعاتنا الانتخابية ولقاءاتنا وكولساتنا وحيلتنا.. لذلك نحن نستطيع أن ننتقد اختيارنا مرة أو مرتين، لكن أن نتقد مرات كثيرة، فهذا عجز العاجز، وقلة حيلة الذي لا يعرف أن يحتال لنفسه، حين يلدغ من قبة واحدة ست مرات ورما أكثر..
نحن آسفون جداً أيها النواب المحترمون، إذا كان لنا أن ننتقد فأنفسنا لأنه ما كان لكم إلا أن دعوتمونا فاستجبنا، وكتبنا حين كتبنا بماء، وقذفنا في الصناديق الورق الممهور بالأسماء.. كما لو أننا نطيِّر حمام في عيد ديمقراطيتنا.
نحن آسفون، بملء أفواهنا وقناعتنا.. فحين تذبل أفواهنا جربوا أن لا تسقوها من أي ماء كتبنا فيه البراءة لكم والحجة علينا في الصناديق الأنيقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.