صحيفة الكترونية اردنية شاملة

كما قال النسور

0

إنها مناسبة تفتح الشهية للكوابيس حين تتصادف كلمة الــ ( ظَلَمَة ) وهي تلظم حروفها الأربعة مع الــ ( ظُلْمة )، على عادة هذه الأخيرة في العيش في الأمكنة السوداء الــ محبوسة فيها الأنفاس.. إنها مناسبة تدشنها اللغة الثرية بالكنايات والاستعارات وتوليد المترادفات عن قصد ونية محبوكة جيداً في اللسان العربي.. فالبيان في اللسان والخط في البيان كما يقول عبد الحميد الكاتب.

الخط الواصل بين الكلمتين، ليس خطاً لغوياً.. إنه حبل سري، يغذي الدلالة المشتركة بينهما بمزيد من الدم الفاسد.. فالظلم كائن حي يسري في عروقه دم فاسد بالفعل.
حين قال النسور قولته الشهيرة في استقباله وزير الدفاع الإسباني بيدرو مورينيس أن غياب العدالة والشعور بالظلم يؤدي إلى الإحباط ويسهم في زيادة التطرف .. نعم صحيح، والظلم ظلمات كما في الأثر. والظلم في أمر حقير، كالظلم في أمر خطير، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند.. والعاقل من اتعظ بغيره، خاصة وإنك يا دولة الرئيس ألمحت أو صرحت إلى ما يعانيه هذا المحيط الإقليمي المشتعل بالظلم والفساد.. وبالمناسبة.. الفساد ظلم بيِّن أيضا..
فمن الظلم الكبير أن يدفن احدهم رأسه بالرمل أو الوحل وينكر الظلم بفم ملقَّم حجراً كبيراً..
ماذا عن هذا الظلم يا دولة الرئيس.. ظلم ذوي القربى.. ظلم الداخل وفساده، ماذا يمكن أن ينتج.. وهل يسهم أيضاَ في زيادة التطرف وتحفيز بيئة الولاء للجماعات المختلفة..
هل تستطيع أن تعترف أن الأردن لا يعاني الظلم.. وإن وجد، هل تستطيع أن تعترف بأنه ظلم من نوع خاص.. ظلم فيه براءة معينة وطيب القلب ولا ينتج التطرف .. أم انك تعترف بان ثمة ظلم وثمة ما ينتج عنه من تطرف .. حينها يصبح لزاما عليك أن توضح أمرين.. أن تواجه الظلم ا وان تواجه نواتجه .. فأيهما تختار وكيف..؟.
نحن لا نحصي عليك انفاسك وكلماتك .. بقدر ما نحصي على أنفسنا مقدار المعاناة الناتجة عن كل هذا الظلم المحيط والمحبط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.