صحيفة الكترونية اردنية شاملة

الكلمة الغالبة

0

إلى الكلمة الغالبة
إلى الذين يدفعون تكاليف الكلمة
يبقى يذكر التاريخ بالفضيلة (أبولونيا) القديسة التي حطم أوغاد السلطة في الاسكندرية القديمو أسنانها من أجل الكلمة، ثم أشعلوا ناراً عظيمة وألقوها فيها ثمناً للكلمة الغالبة، وحين تحولت إلى رماد لم يعد شأنها أنها تحولت أيضاً إلى تعويذة لآلام الأسنان، إنه شأن الكلمة وشأن الإنسان في كل زمان ومكان ليعطوا اعتباراً كبيرا للكلمة الحرة تحت أي ظرف وفوق أي اعتبار.
يبقى يذكر التاريخ بالقبح ( هوساك ) الرئيس التشيكوسلوفاكي الذي قدم الحكم من فوق ( زي اس يو ) الدبابة الروسية شيكا، لكي يطرد ويطارد 150 مؤرخا وكاتبا كبيرا في عام 1969 مدركاً بوعي غبي مقدار القوة التي تحملها الكلمة.

يذكر التاريخ على الدوام محنة الإمام ابن حنبل، وابن جبير، والكثير من الذوات الساطعة في التاريخ الموغز في ازعبر والأحداة والمواقف والقصص التي واجهت فيها القوة والسلطة الكلمة، أو العكس، منذ ما قبل برونو المحترق بنار فكرته عن الأرض حين اعتبرها ليست مركز الكون..

هل هي الكلمة إذن، مركزاً للكون والعالم..؟
ربما، ففي البدء كانت الكلمة في التعبير الأرثوذوكسي القديم..
الكلمة حجة الله على العالم، وحجة الإنسان على ذاته ومصيره، وهي حجة التاريخ المكتوب بالدم والحبر ورماد الأجساد التي أكلتها الحرائق أو قضمت أطرافها جدران الزنازين والسجون والمعتقلات..

وحين تُجبر الكلمة على أن تبتلع حبرها، سيتحول الزمن إلى زمن رديء ومدان ومغلوب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.