صحيفة الكترونية اردنية شاملة

دائيش

0

لازم نطلق على اسرائيل اسم ” دائيش ” على غرار ” داعش ” فقد يدفع ذلك امريكا ودول الغرب وحلفاؤها من جميع الأجناس والأقوام والأديان الى حالة من يقظة الضمير والالتفات الى ما ترتكبه هذه الدولة المسماة اسرائيل من جرائم ضد الانسانية ، حتى ان واشنطن تطلق النفير كلما أعلنت السلطة الفلسطينية عن نيتها في التوقيع على ميثاق روما الخاص بمحكمة الجنايات الدولية ، لانها تعلم انه اذا ما طُلب من هذه المحكمة التحقيق في ممارسات اسرائيل فان قيادات هذه الدولة سيحكم عليهم بالادانة على جريمة تدمير غزة ، وقتل وجرح الاف المدنيين ، وتدمير المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمجمعات السكنية ( وهي جرائم لا تحتاج لأدلة وشهود لانها بثت على الفضاء ) بما سيفتح الباب لمحاكمتهم على قضايا تمتد لائحتها من الجرائم ضد الانسانية .
قادة ” دائيش ” أساتذة في الارهاب منذ اغتيال الكونت برنادوت في الأربعينيات من القرن الماضي الى اغتيال ياسر عرفات وأخيرا القاضي رائد زعيتر ، وهم مسرفون في ارتكاب المجازر التي تتم بتخطيط مسبق وتصميم لا يشوبه الخوف من عالم او ضمير . من مجزرة دير ياسين الى مذبحة الشجاعية الاخيرة مرورا بمذبحة صبرا وشاتيلا في بيروت عام ٨٢ ثم مجزرة قانا في الجنوب عام ٢٠٠٦ .
وقادة دائيش سادة العنصرية الكريهة التي جسدتها تعاليم الحاخام عوفاديا يوسف زعيم شاس اكبر الأحزاب الدينية الحاكمة وزعيم اليهود الشرقيين عندما دعا “الى إبادة السكان العرب في القدس بالصواريخ لأنهم يتكاثرون كالنمل ، يجب إبادتهم لأنهم أشرار وملعونين ” وطالب بتوسيع حرب الابادة لتشمل المسلمين ” عندما يقتل اليهودي مسلما فكأنما قتل ثعبانا او دودة ولا احد يستطيع ان ينكر ان الثعبان والدودة خطر على البشر لهذا يجب التخلص من المسلمين مثلما التخلص من الثعابين” .
تعاليم عوفاديا يوسف جسدها جدار الفصل العنصري الذي ادانته محكمة العدل الدولية ، ويلخصها إصرار نتنياهو بان يعترف الفلسطينيون باسرائيل دولة لليهود فقط ، اي ان يوقعوا بأيديهم على نفيهم وعلى تهجير مليون ونصف المليون فلسطيني من داخل اسرائيل ، وحرمان ملايين اللاجئين في المنافي من حق العودة التي أقرتها لهم جميع القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية .
وقادة ” دائيش ” اول من رفع رايات الحروب الدينية تحت مفاهيم مقلوبة للتاريخ ومخالفة فاضحة لحقيقة الأديان السماوية . و في اسرائيل الآلاف من العمائم السوداء التي يضعها قادة احزاب ورجال دين وهم يحملون السلاح متنقلين بحماية جيش الاحتلال فوق الارض المغتصبة في الضفة والقدس الشريف من اجل احتلال بيوت وأراض وإقامة مستوطنات لا يعترف احد في العالم بشرعيتها . وليس هذا فقط بل استمرار قادة ” دائيش ” باستباحة الإماكن والأوقاف الاسلامية والمسيحية المقدسة مثل الاستيلاء على الحرم الابراهيمي في الخليل وتقسيمه بعد ذبح عشرات الفلسطينيين وهم ساجدون لصلاة الفجر ، ثم الزعم بان غولدشتاين ( الذي ارتكب الجريمة ) مختل عقليا والاكتفاء بذلك .
لقد ثبت بان المختل عقليا (بالهوس الديني والعنصري ) هم قادة دائيش الذين استثمروا هذه المذبحة لتقسيم الحرم بدل الاعتذار للمسلمين والانسحاب على الأقل من المكان . المختلون عقليا هم الذين نراهم اليوم في هوس ديني قل نظيره وهم يواصلون الهجوم بعد الاخر على القبلة الاولى للمسلمين ( المسجد الأقصى ) من اجل تحويله الى كنيس يهودي ، قادة دائيش يغلقون المسجد الأقصى اليوم وكان احدهم قد طالب قبل يومين بمنع الأذان في جميع المساجد ، انها تصرفات وتفوهات تندرج تحت تعاليم الحاخام يوسف ( لقتل الديدان العرب والمسلمين ) وهل هناك تعصب ديني همجي معاد لحريات البشر كبشر اكثر من هذا !!،
قادة دائيش يقرأون من تعاليم كتبت قبل ألف وخمسمائة عام ، ويؤلونها الى سياسات صهيونية استعمارية لا علاقة لها بالنبي موسى عليه السلام الذي يؤمن به ويجله المسلمون في أنحاء الارض ، يؤلونها ليس من اجل نشر التعايش والمحبة بين الأديان انما من اجل إلغاء شعب كامل ( شعب فلسطين ) ونفيه وإباحة دمائه وأمواله وزيتونه ومقدساته وحرمانه من جميع الحقوق التي حصلت عليها الشعوب قاطبة . وكل هذا يجري في القرن الحادي والعشرين امام زعماء حضارة يتبجحون بانهم حماة الحرية الانسانية زعماء حالهم من فظائع دائيش حال القردة الثلاث التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم عندما يتعلق الامر بمأساة الشعب الفلسطيني !!.
وبعد هذا السرد المختصر جداً عن الجرائم التي ارتكبها قادة دائيش ضد الانسانية ألا يستحقون تحالفا دوليا مماثلا للتحالف الذي استحقته داعش الطارئة والعابرة على جرائمها ، ام ان القصة وما فيها الإصرار على سياسة الكيل بمكيالين عندما يتعلق الامر بالعرب والصهاينة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.