صحيفة الكترونية اردنية شاملة

جودة: سنتصدي للإجراءات الإسرائيلية بالقدس

0

استعرض وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد على هامش الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اخيرا الظروف الاستثنائية التي تعيشها العديد من الدول خاصة العربية .
كما استعرض حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في اقامة دولته المستقلة ومعاناة غزة من اثار الحرب الاخيرة والازمة الدامية في سوريا وخطر الارهاب المتعاظم فيها وفي العراق وغيرها من البلدان متخذا من الدين مطية لارتكاب افظع الجرائم بحق الانسانية.
واكد ان الأردن لم ولن يألو جهداً في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، اذ منذ بدء الهجوم الوحشي الأخير على غزة، وظف إمكاناته كافة لوقف العدوان عن طريق التنسيق المكثف مع أعضاء مجلس الأمن والمجموعات السياسية في منظمة الأمم المتحدة، وتمكن من إبراز الموقف الأردني الذي يعكس إرادة المجموعة العربية ومجموعة دول منظمة التعاون الإسلامي في مجلس الأمن بهدف تبني قرار دولي يضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم ويمنع تكراره.
واوضح جودة دور المملكة بحشد الجهود الدولية لإعادة أعمار غزة، وإيجاد الأرضية المناسبة لإعادة إطلاق مفاوضات قضايا الوضع النهائي بشكل حاسم، وبما يحقق السلام على أساس حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،وفي هذا الصدد فإن الأردن ملتزم بتهيئة أرضية مناسبة للعمل بهذا الاتجاه.
وبين ان الاردن ملتزم بالتصدي للإجراءات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في القدس ووقف الانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى والتعرض للمصلين، في إطار الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني.
وقال ان المؤسسات الأردنية وبتوجيهات من جلالة الملك عبد لله الثاني تكثف الجهود الرامية لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للتخفيف على أهلنا في غزة، من جلال المستشفى الميداني الأردني وإرسال قوافل المساعدات الطبية والغذائية إلى غزة عبر الجسر الإنساني الذي أقامته الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية، حيث ارسلت أكثر من 500 شاحنة مساعدات إنسانية منذ بدء العدوان الأخير على غزة، فضلاً عن التعاون مع الدول الشقيقة الأخرى لإدخال مساعداتها إلى القطاع.
واكد جوده إن ما نشهده من تشويه خطير لقيم ديننا الإسلامي الحنيف وثقافتنا الإسلامية الغنية بأسمى المثل الإنسانية العليا والأطر الأخلاقية الفضلى، يمثل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة، فسيطرة تنظيم إرهابي على مساحات واسعة من أراضي دول عربية شقيقة وعزيزة تأتت من خلال اضطرابات واستقطاب وانقسامات داخلية وأحيانا سياسات التهميش أو الإقصاء أو الحرمان أو التمترس الديني أو الطائفي أو المذهبي، التي أفضى بدوره إلى إضعاف الهوية الوطنية الجامعة، وإصابة النسيج الوطني لهذه الدول الشقيقة بالوهن، وإيجاد فراغ سياسي وامني ما مكن هذا التنظيم الإرهابي من التمدد والسيطرة، وممارسة الإجرام والقتل المنظم باسم الدين، والدين منه براء.
وقال جودة: “نحن اليوم في عالمنا العربي والإسلامي معنيون شعوبا وحكومات، أكثر من أي جهة أو دولة أخرى أو تجمع لدول أخرى، بالتصدي لهذا التهديد ومواجهته بحسم وحزم، ليس لان هذه العصابات الإجرامية تمثل تهديدا لدولنا وشعوبنا وتعتدي وتقتل دون تفريق، وتعمل على شطب تاريخ يمتد لقرون طويلة من التعايش مع الطوائف والمكونات الأخرى فقط بل لأنها تشوه بسلوكها المجرم ديننا الإسلامي السمح والعظيم وثقافتنا العربية التي أثرت الإنسانية بإسهامات حضارية كبرى.
كما اكد ان الأردن – الذي عانى الإرهاب- عازم وبكل حزم وبالتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة على مكافحة ودحر خطر هذا التنظيم الذي يشكل خطراً حقيقياً على المنطقة والعالم ككل، قبل أن يتطور إلى الأسوأ والأخطر، وتتعاظم قوته وتتفاقم ويلات سكان المناطق التي يسيطر عليها، وهذا يتطلب منا موقف عربي وإسلامي موحد لمواجهته، فنحن أولى بشرف السبق في مواجهة هذا الباطل وإزهاقه بالحق، ولا بد لنا أيضا من إن نكون منفتحين على التعاون مع كل الجهود الدولية الهادفة إلى مجابهة هذه الجماعات الإرهابية ودحرها.
واشار جوده الى إن مبادئ الإسلام العظيمة تشكل منارة يهتدي بها العالم بما تحمله من إشعاعات حضارية وقيم تعلي من شأن الإنسان وتصون كرامته، وترفض التعصب التطرف والإرهاب والعنف، وتحض على الوئام والتسامح واحترام التنوع والاختلاف.
واستعرض مبادرات جلالة الملك عبد الله الثاني في هذا المجال مثل “رسالة عمان” و”كلمة سواء” وقرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بتخصيص الأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام، أسبوعا عالميا للوئام بين جميع الأديان والعقائد والمعتقدات وكلها مبادرات تصب في الدفاع عن الإسلام وإبراز جوهره العظيم ومثله وقيمه السامية من جهة وفي نبذ التطرف والإرهاب ونشر التسامح من جهة أخرى.
واكد جودة : “نحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى في التصدي للتطرف والإرهاب ليس بقوة السلاح فقط، وإنما بقوة العقل والفكر والمنطق القويم الذي ينبذ كل إرهاب ويدعو للتسامح والتعايش في سلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.