صحيفة الكترونية اردنية شاملة

لا يزال للكتاب جمهور يحتاج إلى الاهتمام!

0

حظي معرض الكتاب “الدولي” الخامس عشر المقام في عمان حاليا بإقبال كبير في الأيام الثلاثة الأولى للافتتاح والتي تزامنت مع العطلة الأسبوعية. مئات السيارات اصطفت في المساحات المخصصة وفي الشارع الرئيسي لتنقل آلاف الزوار إلى المعرض في دلالة واضحة على وجود تعطش للقراءة وللكتاب لم تحطمه بعد ضغوطات الأزمات الاقتصادية وانتشار الكتب الإلكترونية.
الغالبية العظمى من المساحات في المعرض هي لدور النشر الأردنية مع وجود إضافات مهمة من لبنان ومصر وسوريا وجناحان للسعودية والإمارات العربية المتحدة . الفعاليات الثقافية المقامة على هامش المعرض مهمة ويبدو أنها تحظى أيضا باهتمام طيب من المتابعين والدليل على ذلك كثرة الحضور للندوات.
المشكلة الرئيسية التي يواجهها محبو الكتب في هذا المعرض هي الأسعار حيث لا يبدو ابدا أن هنالك توجها لوضع تخفيضات على الأسعار إلا في دور نشر محدودة جدا. رغبة الناس المستمرة في القراءة تجد عائقا كبيرا في السعر حيث أنه بالرغم من الكثافة المتواجدة للحضور فإن عدد الذين يشترون قليل جدا نتيجة الأسعار. أنماط العناوين السائدة لا زالت كما هي لم تتغير منذ عدة سنوات حيث تتصدر الروايات المشهد وتليها كتب التنجيم والطبخ والكتب الدينية وبعض الكتب السياسية التي تتعلق بالأوضاع السياسية المعاصرة في العالم العربي. هنالك فقر كبير في كتب التنمية والعلوم والاقتصاد باستثناء الكتب شبه الأكاديمية التي يقوم بتأليفها محاضرون في جامعات خاصة وحكومية وكليات مجتمع وبالكاد يقرأها أحد باستثناء الطلبة المجبرين على ذلك.
القليل جدا من دور النشر تهتم للبعد الجمالي والتنظيمي في العرض وبعضها يقوم بتكديس الكتب بدون اي تصنيف أو تسهيل للزائر ليصل إلى العناوين التي يريدها. دور النشر اللبنانية وبشكل استثنائي لديها ميزة كبيرة في بذل جهد حقيقي في عرض الكتب وترتيبها بحيث تشعر بأنها “تحترم” الكتب فعلا كما أن مندوبي هذه الدور يمتلكون الحد المطلوب من المعرفة للثقافة للترويج لهذه الكتب أو الدخول في نقاش ثقافي مع بعض الزائرين. أما في معظم دور النشر الأخرى فعملية البيع لا تختلف عن الحسبة في سوق الخضار.
حتى في زمن سطوة الكتاب الإلكتروني الذي يمكن تحميله مجانا عبر عدة مواقع على الإنترنت يبقى للكتاب المطبوع نكهته الخاصة في حمله وتصفحه واختيار مواقع واساليب القراءة وكتابة الملاحظات وغيرها من الطقوس التي يجب أن يستمتع بها الصغار والكبار معا. لكن من حق الجميع الحصول على هذه الخدمات المعرفية بالأسعار الملائمة والطرق التي تتضمن جماليات العرض وتقدير الكتب. جهد طيب ويستحق الشكر من القائمين على تنظيم المعرض مع ضرورة التأكيد على أن صناعة معارض الكتب في الأردن لا زالت بحاجة للكثير من التفاصيل الحساسة التي تحقق الحد الأمثل من النجاح.
الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.