صحيفة الكترونية اردنية شاملة

سميح القاسم

0

مات سميح القاسم ..ولم يمت الشاعر ..سيبقى الشاعر «منتصب القامة « يمشي و يركض و يلعب بالشعر كما يلعب الطفل في لعبته الأولى ..
يغيب وجه سميح ..بعد أن ملأ الدنيا ضجيجاً مموسقاً ..بعد أن صرخ بالجموع ؛ كل الجموع المغتصبة و المهمّشة : تقدّموا تقدّموا ..
كنّا أطفالاً نحمل وجعنا وحرماننا والأشعار ..سميح أحد هذه الأشعار ..كنّا نستريح إليه إذا خنقتنا حشرجة و تلكّؤ كلام في حلقنا ..نهرع إليه نخرجه من صندوق السهولة ..ذاك الصندوق المفتوح الخالي من الأقفال ..فقط تنظر في ليخرج ..أو تمد يدك «على الغميض» وتخرج قصيدة مقاومة تحملك وتحمل معك فلسطين ..
وما كنّا نذكر سميح إلا وذكرنا معه محمود درويش وتوفيق زيّاد ..كانوا ثلاثي أضواء شعرنا ..ثلاثي الطفولة والشباب ..كانوا إذا حضروا في جلساتنا نجزم أن الثورة لنا ..
اختلف الكثيرون مع سميح ..ولكن ما اختلفوا عليه ..كان سميح «قاسماً» مشتركاً في حسابات الشعر العربي الحديث ..لا يستطيع أحد أن يتجاوزه ..ومن يتجاوزه فإنه يتجاوز عن ضميره .
يوم أمس ..صار سميح القاسم خبراً مؤثرا ..آل إلى عالم غير عالمنا ..أينما ذهبت يقولوا لي : هل سمعت : مات سميح القاسم ؟؟ هذا هو الشاعر الذي يعيش ويصبح أهم من الزعامات والسياسيين الذين يموتون ولا يعلم عنهم أحد ..ولا يعرف تاريخهم حتى أبناؤهم ..
لروحك السلام ..ولنا من بعدك الصدمة ..

الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.