صحيفة الكترونية اردنية شاملة

سميح القاسم.. على سرير الشّعْر

0

زاد قلقي على شاعرنا الكبير سميح القاسم بعد الانباء التي تناقلت «مرضه»، وسارعتُ للاطمئنان عليه واتصلتُ بابنه الاكبر «وطن» الذي أخبرني ان والده يتماثل
للشفاء وهو يعالج في مستشفى «صفد»، لكن، وهذه الـ»لكن» اللعينة، الصحّة ليست كما ينبغي.
وانتهت المكالمة مع «وطن» ولم ينتهِ القلق على «ثاني أكبر شاعرين» أنجبتهما فلسطين وارتبطا معا حتى في ذاكرتنا واعني الشاعر محمود درويش وسميح القاسم.
وليس بعيدا عن اهمية وقيمة سميح القاسم الشعرية والادبية باعتباره أحد رموز «أدب المقاومة»، والذي أثرى القصيدة الفلسطينية والعربية بابداعاته التي بلغت اكثر من (80) كتابا بين الشعر والمسرحية والمقالات، فقد عرفتُ الإنسان سميح القاسم واحببته كما احبه سواي، وعن قُرب، منذ التقيته لأول مرة في عمّان عام 1995 وتحديدا يوم5/1 في فندق «راديسون ساس» الذي تغير اسمه عدة مرات واظنه كان «هوليدي» وقتها. ونشرتُ مقابلته بـ»الدستور» وكانت «أول حديث للقاسم لصحيفة اردنية».
تعرفتُ على الشاعر والإنسان الذي صار صديقا، وكلما جاء الى الاردن، هاتفني من الفندق وغالبا كان «فندق القدس»، وكنا نسهر ساعات وساعات نضحك ونمزح ونتحدث في كل شيء، وكنتُ أُسرّ له بـ»اخبار حماقاتي الغرامية»، وكان يضحك ويقول: لازم يسموك طلعت حلاوة.. مش شناعة.
احببت تواضعه وبساطته وذات يوم زرته في فندق «الاردن» وتصادف في الجلسة الشاعر الكبير محمود درويش، الذي قدّمني القاسم له، فرد «درويش»: إنت تبع
مهرجان جرش؟.
قلت: نعم. واسعدني انه يعرفني ولو من خلال مهرجان جرش.
واستمرت اللقاءات والاتصالات واحيانا من خلال دعوات صديقنا المشترك الدكتور أسعد عبد الرحمن.
وكنتُ أحرص على مرافقة سميح القاسم في امسياته الشعرية في «إربد» و»الأزرق» وغيرها من المدن الاردنية ولا أملّ صحبته الجميلة.
انا حزين لوضعه الصحي واتمنى له الشفاء من الضيف «ثقيل الدّم» الذي يرقد على «كبده»، وسعدتُ بانه انجز مذكراته والتي حملت عنوان «إنها مجرد منفضة».
ادعوا معي بالشفاء لصاحب «منتصب القامة امشي» و»تقدّموا».
ادعوا معي بالشفاء للشاعر الجميل سميح القاسم..!

الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.