صحيفة الكترونية اردنية شاملة

المقدسي: ‘داعش’ شوهت صورة الإسلام والجهاد

0

للمرة الثانية في غضون شهر، هاجم أبومحمد المقدسي، أحد أبرز منظّري “التيار السلفي الجهادي”، هجوما قاسيا على تنظيم “الدولة الإسلامية”.

هاجم عاصم البرقاوي الذي كان أفرج عنه من سجن أردني في يونيو (حزيران) الماضي تنظيم (الدولة الإسلامية) متهما إياه بـ”تشويه صورة الجهاد والإسلام” من خلال عرض مشاهد “الذبح وفلق الرؤوس” مضيفا أن الناس باتت تكره الخلافة والدولة الإسلامية لأجل ما تراه من التنظيم.

وقال أبو محمد المقدسي، في كلمة صوتية له تناقلتها المنتديات التي دأبت على نشر البيانات الخاصة بالتنظيمات الإسلامية المتشددة، إنه قد بات هناك “خشية على دعوة الإسلام من حماقات البعض، ومواصلتهم لذبح شبان بالعشرات” وأضاف: “صبغ الجهاد بالذبح لا نرضاه، النبي كان يعفو ويتألف قلوب الناس فمتى نلتفت لمثل هذا ونغلب ما غلبه النبي من الرحمة؟”

وتحدث المقدسي عن ما أصاب التيار السلفي جراء ممارسات داعش بالقول: “الذبح بات ينسب إلى هذا التيار وكأنه من خصوصياته، وهذا غير صحيح، لو كان هذا الذبح لصناديد الكفر أو اليهود الذين يصبون حممهم على غزة لما انتقدناه ولا تكلمنا عليه، ولكن أن يصبغ هذا التيار بمقاطع الفيديو كل يوم. شباب بريعان الشباب يُنحرون.. وكأن من يفعل ذلك يعطي أعداء هذا الدين مستمسكات ليزيدوا من تشويه الدين”.

الطواغيت

وأردف المقدسي، الذي وجه خلال الفترة الماضية انتقادات قاسية إلى “داعش” بالقول: “هذا السلوك سببا تشرذما، كيف يحب الناس الأنصار (المقاتلين) وهم يشوهون ويوصفون بأنهم ذباحين وسفاكين للدماء؟ هذا يصد الناس عن الإسلام والخلافة والدولة التي يتمناها كل مسلم. من ادعى أنه يختص بالسعي إلى الدولة الإسلامية فهي كاذب، الجميع يريدون الخروج من جور تلك الحكومات وينساقون مع شرع الله ولكن هذه الممارسات تكرّه الناس بالشريعة وبالدولة، لا والله دولتنا رحمة للناس كافة وخلافتنا لنخرج الناس من جور الطواغيت إلى العدل”.

كما انتقد المقدسي قيام جماعات إسلامية متعددة باتخاذ الراية الإسلامية شعارا لها، معتبر أن ذلك تسبب بتحويل “راية التوحيد إلى سبب للفرقة”.

وندد المقدسي بـ”عرض صور العشرات والمئات ينحرون ويطلق الرصاص على رؤوسهم وتفلق رؤوسهم ويخرج ما فيها من المخ” مستطردا بالقول: “هذا الدين جاء لإخراج الإبداع والرحمة من رؤوس الناس.. هؤلاء الشباب الذين يُنحرون لو جرى تعليمهم أليس أحسن من قتلهم؟ هناك مقاطع يقولون فيها للمسلح: علمني، ولكن بدلا من التعليم يُخرج لهم المسدس.”

ذبح ونحر

وخلص المقدسي إلى القول: “هذه الدعوة اليوم تحتاج إلى من ينزل إلى الناس ويدلهم ويعلمهم حقيقة الدين، الذين أريد له أن يشوه وأن يصبغ بالدماء وبالذبح والنحر، لقد صبغ هذا الدين بغير صبغته الحقيقية. النبي لم يقل الذبح إلا مرة واحدة لقريش، وحياته كلها كانت رحمة للعالمين.. وبعد أن تمكن من قريش قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

يذكر انه تم الإفراج عن المقدسي في يونيو الماضي، بعد ان كانت محكمة أمن الدولة الأردنية حكمت عليه بالسجن بعد اعتقاله عام ٢٠١٠ واتهامه بدعم حركة طالبان الأفغانية عن طريق نقل زكاة أموال بقيمة ثمانمائة دولار للمنظمة.

وخلال السنوات العشرين الأخيرة قضى المقدسي نحو 14 عاما في السجون الأردنية بتهم عدة تتعلق بما يسمى بالإرهاب، ومكث بسجن المخابرات الأردنية نحو خمسة أعوام دون محاكمة بعد أن أصدرت محكمة أمن الدولة قرارات بالبراءة بحقه.

ورأى مراقبون أن الإفراج عن المقدسي سيعيد زخما كبيرا للصراع الفكري المحتدم بين مدرستي تنظيم القاعدة اللتين تتنازعان قيادته: الأولى بقيادة أمير التنظيم أيمن الظواهري الذي انحاز تماما لجبهة النصرة لأهل الشام في سوريا، بينما الثانية ترى أنه لا مبرر شرعيا لبقاء التنظيم بعد قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتولي أبو بكر البغدادي قيادته، معتبرة أنه بات واجبا على كل الجهاديين في العالم مبايعته، وفقا لأدبيات الدولة المعلنة.

وقبل إطلاق سراحه هاجم المقدسي سجن بشدة تنظيم “داعش” وطالب في رسالة نشرتها في حينه (الجزيرة نت) برفع الغطاء الشرعي عن التنظيم واتهمه بـ”الانحراف”، ودعا مقاتليه للخروج منه والانضمام لجبهة النصرة بقيادة أبو محمد الجولاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.