صحيفة الكترونية اردنية شاملة

ادوار قذرة في حرب غزة

0

لم يعد الدور المصري في الحرب الصهيونية القذرة ضد غزة خافيا على احد بعد أن سقطت كل الاقنعة وانكشفت بعض اسرار المعركة التي تخوضها “اسرائيل” بالوكالة عن اطراف عربية ودولية .
فنزعة الثأر والانتقام والاجهاز على حركة حماس والتخلص من تيار “الاسلام السياسي” في العالم العربي واغلاق ملف الربيع العربي والعودة الى حكم العسكر والاقطاع والاستفراد وما يرافقه من تبعية وارتهان وتخلف واستبداد هذه العوامل شكلت الجامع المشترك لمنطلقات الحرب الشرسة ضد غزةالتي لم تقتصر على الميدان القتالي والاشتباك العسكري فقط.
فحقول الحرب الاخرى لا تقل ضراوة في نسختها الاجرامية عن قسوة الاشتباك العسكري الذي استهداف كل المعالم المدنية من مدارس ومساجد ومستشفيات وسيارات الاسعاف وتدمير البيوت وقتل الاطفال والنساء.
تدمير جميع وسائل اعلام المقاومة في غزة لم يمنعها من اعادة البث الفوري الامر الذي يؤشر الى استعدادات شمولية قبل الحرب وادارة ابداعية متفوقة اثناءها وهذا تطور آخر يدلل على تفوق نوعي للمقاومة وقدرة الاعلام المقاوم على كسر الاحتكار الاعلامي وتاثيره في الراي العام .
تفسر السلوك الفاشي في ارتكاب المجازر الوحشية بعيدا عن الكاميرات ووسائل الاعلام يؤكد فشل العدو في اقتناص اي هدف من اهدافه الحقيقية.
هي اذا خسارة اخرى منيت بها “إسرائيل” مضافة الى هزائمها الميدانية والاخلاقية والامنية والسياسية.
ما يؤكد نفس المعنى بحث القيادات الصهيونية عن شماعة لتبرير الفشل والهزيمة فاتهام ليبرمان وزير الخارجية لقناة الجزيرة بالانحياز والتضليل وضرب مكاتبها في غزة وتحريض نتنياهو ضد قطر باعتبارها داعمة لحركة حماس الارهابية ياتي في سياق الذهول الذي فرضه ابداع المقاومة وكثرة مفاجآتها حيث تفوقت في كل الميادين .
الاخلاقية والقيمية والحضارية والانسانية مقابل السقوط المريع لمنظومة المعادلات المرتبطة بقدرة الجيش الذي لا يقهر وقوة الردع التي تحطمت فارتكبت
جريمة العصر تحت سمع العالم وبصره .
اخطر حقول المواجهة اليوم تكمن في المجال السياسي الذي يسعى من خلاله العالم المتصهين احباط انجازات المقاومة المتميزة وانقاذ الكيان الصهيوني من ازمته وتحقيق نصر سياسي عجز عن تحقيقه في الميدان العسكري .
واذا كان الدور المصري المتورط في المؤامرة حتى النخاع قد كشف نفسه بطريقة سافرة فان الزمن القريب كفيل بفضح جميع الاطراف المشاركة بالجريمة فخيبة الامل الصهيونية لن تنتظر ويكليكس لكشف المستور وقد بدأت القيادات ووسائل الاعلام الصهيونية بالحديث صراحة عن تلك الادوار القذرة.
لائحة الاتهام لم تستثني الجهات الرسمية الاردنية من التورط بالمؤامرة وبعض المطلعين والمراقبين وصف الدور المصري بالغرف المغلقة بأنه اسوء من الدور الاميركي وهذا صحيح ولكن لم يخبرنا هؤلاء عن الدور الرسمي الاردني فيما ذهب رئيس الحكومة وكعادته بممارسة حركاته الاستعراضية لايهام الرأي الاردني وتضليله بالجهود التي تبذلها الحكومة لمساندة القضية الفلسطينية حسب المفهوم الرسمي.
لسنا بحاجة الى حركات بهلوانية شائخة في ملعب السيرك التمثيلي وفي زمن العولمة واتساع الفضاء الاعلامي الذي يتهم السلطة الاردنية بالتواطؤ وباستضافة الجرحى الصهاينة باحدى المستشفيات الاردنية.
امامنا فرصة جادة لنفي الاتهامات وتبييض السجل الرسمي ولن تكون مقنعة باقل من التوقف عن مسار التيه والضلال وطرد السفير الصهيوني من عمان وعودة سفير الحكومة من تل ابيب والافراج عن الدقامسة والمعتقلين على خلفية نفس الملف.
المقاومة التي تحارب من اجل العرب والانسانية انتصرت ومصالح الاردن العليا مع المقاومة بعد ان فشلت المساومة.
وانتصار المقاومة وضع القضية الفلسطينية في مكانها الطبيعي وفي صدارة الاحداث والتفاف الشعب الاردني الاصيل لاحتضان المقاومة تعبير عن اثر القضية في توحيد المكونات المجتمعية وتكاملها لمواجهة الخطر الصهيوني .
هذه حقيقة الوعي الجمعي للوجدان العربي فمتى يدرك اصحاب القرار هذه الحقائق؟.
زكي بني ارشيد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.